recent
الاخبار

صحة الكتاب المقدس بين الحقيقة والافتراء

أولا صحة الكتاب المقدس استنادا لعلم دراسة تاريخ الكتب (ببليوجرافي)

صحة الكتاب المقدس بين الحقيقة والافتراء

العهد الجديد

  • شهادة علماء دراسة تاريخ الكتب للعهد الجديد.
  • شهادة المخطوطات للعهد الجديد.
  • الترتيب التاريخي لمخطوطات العهد الجديد.
  • ترجمات العهد الجديد.
  • علماء الكلمة الأولون يشهدون للعهد الجديد.
  • شاهد على صحة المخطوطات من تلاوتها بالكنائس

العهد القديم

  • الاهتمام الزائد بنقل المخطوطات
  • اشخاص متخصصون في نقل المخطوطات
  • مخطوطات قديمة للعهد القديم
  • ترجمات العهد القديم
  • اقتباسات من العهد القديم

ثانيا براهين داخلية على صحة الكتاب المقدس
ثالنا : براهين خارجية على صحة الكتاب المقدس
رابعا : براهين من علم الحفريات والآثار
من ناحية البرهان الخارجي ثم ستدرس شهادة علم الآثار القديمة للكتاب المقدس

أولا، صحة الكتاب المقدس استنادا لعلم دراسة تاريخ الكتب

الفحص الببليوجرافي أي بحسب علم دراسة تاريخ الكتب هو فحص لانتقال المخطوطات حتى وصولها إلينا ، فعندما لا تكون لدينا النسخة الأصلية تفحص مدى صحة ما وصلنا من مخطوطات، وعددها، والفترة الزمنية الفاصلة بين النسخة الأصلية واقدم مخطوطة منها لدينا،

العهد الجديد

(۱) شهادة علماء دراسة الكتب للعهد الجديد

شهد كثير من العلماء لصحة العهد الجديد من هذه الناحية.. فقد قال عزرا أبوت في كتابه ، مقالات انتقادية عن القراءات المختلفة للعهد الجديد يخيف عدد القراءات المختلفة في العهد الجديد بعض البسطاء، إذ يقرأون عنها في كتابات النقاد غير المؤمنين الذين يقولون إن هذه تبلغ 150 الفا وكأن أساس تصديق العهد الجديد قد انهار .

لكن الحقيقة هي أن 95 من هذه القراءات المختلفة تعوزها الأدلة وضعيفة ولا تستحق القبول، وهذا يترك لنا ۷۵۰۰ قراءة مختلفة، 95 منها لا تؤثر على المعنى، لأنها إملائية في التهجئة، أو تسوية، أو في ترتيب الكلمات، وهذا يترك لنا نحو 400 قراءة مختلفة، قد تؤثر على المعنى تأثيرا طفيفاء أو تتضمن إضافة كلمة أو كلمات أو حذفها، والقليل جدا منها يمكن أن يعتبر هاما، لكن بحوث العلماء دالتنا على القراءة الصحيحة محل الثقة، وكل الكتابات القديمة تحتوي علي مثل هذه الاختلافات، تماما كما أن هناك اختلافات في التفسير.

ويقول فيليب شاف في مقارنته بين العهد الجديد باليونانية وبين الترجمة الإنجليزية إن هناك 400 قراءة فقط من 150 الفا تثير شكا في المعنى، منها خمسين فقط لها أهمية كبرى، لكن ليس منها قراءة واحدة توثر على العقيدة أو على واجبات المسيحي، إذ يوجد ما يكدا حقيقتها في مواضيع أخرى من القراءات الواضحة والأكيدة
ومن هذا نرى أن القراءات المختلفة، لا تشكل أهمية من حيث المعنى
العام للفقرات التي وردت بها.

ويقول جيسلروتيكس هنالك غموض في القول بأن هناك قراءات مختلفة فمثلا لو أن كلمة واحدة تم إملاؤها بطريقة خاطئة في ثلاثة آلاف مخطوطة. يقال إن هناك ثلاثة آلاف قراءة مختلفة في العهد الجديد " ثم يقولان "إن واحدا من بين كل ثمانية من هذه الاختلافات قد يكون له قيمته، لكن البقية في اختلافات في الهجاء أو ما شابهه، كذلك هناك جزء من ستين من هذه الاختلافات يمكن أن يعتبر أكثر من مجرد تافه، وهذا يعني من وجهة النظر الحسابية أن النص الموجود عندنا مضبوط بنسبة 33. 98%

وهكذا يمكننا أن نقول إن نص العهد الجديد الذي وصلنا مضبوط تماما، لم يفقد منه أو يتغير فيه شيء من قوانين الإيمان أو السلوك

ويقول العالم بروس في كتابه الكتب والرقوق، القراءات المختلفة في العهد الجديد لا تحتاج إلى تخمين لضبطها، فهناك شاهد واحد على الأقل بين الاف الشواهد المضبوطة يحتفظ لنا بالقراءة الصحيحة.
وقال فريدريك كنيون أحد الخبراء الموثوق فيهم في مجال نقد العهد الجديد "إننا نؤكد بكل يقين أنه لا توجد عقيدة مسيحية مبنية على قراءة موضع اختلاف، ذلك لأن نصوص الكتاب المقدس أكيدة في مادتها ، وهذا ينطبق بصورة خاصة على العهد الجديد لعدد مخطوطات العهد الجديد المتوفرة لدينا، والترجمات القديمة له، والاقتباسات المأخوذة منه في كتابات الأقدمين كثيرة بالدرجة التي تؤكد لنا صحة النص، كذلك فالقراءة الأصلية لكل جزء من هذه الأجزاء موقع الاختلاف موجودة في هذه المراجع القديمة، وهو ما لم يحدث مع أي كتاب قديم في العالم "

وبينما يشعر العلماء اليوم بارتياح نحو صحة النص الموجود لدينا الكتابات المؤلفين اليونانيين والرومانيين من أمثال سوفوكليس وشيشرون وفرجيل، مع أن معرفتها بهذه الكتابات تعتمد على عدد قليل من المخطوطات، فإن مخطوطات العهد الجديد تحصي بالألوف.

إن مقارنتنا لنص العهد الجديد الذي بين أيدينا بنصوص الكتابات القديمة تؤكد لنا أن العهد الجديد صحيح بدرجة مذهلة لان الذين نقلوا مخطوطاته فعلوه ذلك بدقة بالغة وباحترام كبير لانه كتاب مقدس، ولقد حفظت عناية الله لنا مخطوطات للعهد الجديد من كل عصر كاملة وصحيحة تؤكد لنا بالمقارنة بمخطوطات الكتب الاربعة سلامة العهد العديد من كل عيب

لذلك قال محرري الترجمة الإنجليزية المعروفة (RSV) في مقدمتهم لترجمتهم: "يتضح للقاري المدقق، من خلال ترجمتنا عام ١٩٤٦ وترجمتي عام ۱۸۸۱ و ۱۹۰۱، أن تنقيح الترجمة لم يؤثر على أية عقيدة مسيحية السبب بسيط هو أن آلاف القراءات المختلفة لم تستدع أي تغيير في العقيدة المسيحية إن آلاف المخطوطات القديمة الموجودة للنصوص العهد الجديد، مع سيل المخطوطات الأخرى التي تكتشف باستمرار، تؤكد لنا أن العهد الجديد قد تقل لنا بأمانة كاملة، تطمنينا تماما على العقيدة المسيحية، وأن إمكانية اعتمادنا على العهد الجديد - على أساس علمي - أقوى من إمكانية اعتمادنا على أية مخطوطة قديمة اخرى

وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه «حياة المسيح، الكتاب الهلال يناير ١٩٥٨) ليس من الصواب أن يقال إن الأناجيل جميعا عدة لا يعول عليها في تاريخ السيد المسيح، لأنها كتبت عن سماع بعيد، ولم تكتب من سماع قريب في الزمن والمكان، ولأنها في أصلها مرجع واحد متعدد النقلة والنساخ. ولأنها روت من أخبار الحوادث ما لم يذكره أحد من المؤرخين، كانشقاق القبوروبعث موتاهم وطوافهم بين الناس وما شابه ذلك من الخوارق والأهوال

 وإنما الصواب أنها العمدة الوحيدة في كتابة ذلك التاريخ، إذ هي قد تضمنت أقوالاً في مناسباتها لا يسهل القول باختلافها، ومواطن الاختلاف بينها معقولة مع استقصاء أسبابها والمقارنة بينها وبين آثارها، ورفضها على الجملة أصعب من قبولها عند الرجوع إلى أسباب هذا وأسباب تاك

وإنجيل مرقس على خلاف ذلك ملحوظ فيه أنه يخاطب الأمم ولا ينطق في سرد الأخبار الالهية التي كانت تحول بين بني إسرئيل "المحافظين والإيمان بالاهية المسيح.
إنجيل لوقا يكتبه طبيب، ويقدمه إلى سرى كبير (شخص في مكانة رفيعة)، فيورد فيه الأخبار والوصايا من الوجهة الإنسانية، ويحضر في ذهنه ثقافة
السري الذي أهدى إليه نسخته وثقافة أمثاله من العلية (ذوي الشثان)
 وإنجيل يوحنا غلبت عليه فكرة الفلسفة، بدأه بالكلام عن الكلمة Logos ووصف فيه التجسد الإلهي، على النحو الذي يألفه اليونان ومن حضروا محافلهم

ودرجوا معهم على عادات واحدة وسواء رجعت هذه الأناجيل إلى مصدر واحد أو أكثر من مصدر، فمن الواجب أن يدخل في الحسبان أنها هي العمدة التي اعتمد عليها قوم هم أقرب الناس إلى عصر المسيح، وليس لدينا نحن بعد قرابة الفي سنة عمدة أحق منها بالاعتماد . ونحن قد عؤلنا على الأناجيل، ولم نجد بين أيدينا مرجعا أوفى منها لدرس حياة المسيح والإحاطة باطوار الرسالة وملابساتها "

(۲) شهادة المخطوطات للعهد الجديد

يقول ا. نه، روبرتس مؤلف اقوى كتاب عن قواعد اللغة اليونانية للعهد الجديد يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجانا اللاتينية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة، ونحو ٥٣٠٠ مخطوطة يونانية للعهد الجديد بكامله، كما يوجد لدينا اليوم 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد، كما نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من اقتباسات الكتاب المسيحين الأولين 

ويقول چون وارویك مونتجري إن وضعنا مخطوطات العهد الجديد موضع شك لزم علينا أن نرفض كل الكتابات القديمة، لأنه لا يوجد كتاب ثابت بيايوغرافيا مثل العهد الجديد.

وقال السير فريدريك كنيون مدير مكتبة المتحف البريطاني، وأعظم خبير موثوق به في دراسة المخطوطات .. لدينا أعداد كبيرة من مخطوطات العهد الجديد، وهذا يختلف عن كل المخطوطات الأخرى، فمخطوطات العهد الجديد تمتاز عنها جميعا في أن الفترة الزمنية بين كتابة المخطوطة الأصلية وبين المخطوطات التي وصلتنا منها قصيرة نسبيا، فقد كان مخطوطات أسفار العهد الجديد التي لدينا في أواخر القرن الرابع الميلادي وبعضها من قبله (أي بعد 250 او 300۰ سنة على الأكثر من كتابة النسخة الأصلية، وقد تبدو لنا هذه فترة طويلة نوعا ما، لكنها ليست شيئا بالنسبة للقرون الطويلة التي تفصل بين المخطوطات الأصلية لمؤلفات كتاب الإغريق العظام وبين النسخ الموجودة الآن فالنسخ الموجودة لدينا من روايات سوفوكليس السبع ترجع إلى ١٤٠٠ سنة بعد موت الشاعر، ومع ذلك تعتقد أنها تحمل لنا بكل دقة ما كتبه سوفوكليس 

3) ترجمات العهد الجديد

من الأمور التي تؤيد صحة الكتاب المقدس ودقته وجود ترجمات قديمة،  كتابات إلى لغات جديد،  المسيحية ديانة تبشيرية، فلقد ترجم الكارزون الأولون أسفار العهد الجديد إلى لغات الشعوب التي كانوا يكرزون لها لتساعدهم على نشر إيمانهم ، وهكذا ترجم العهد الجديد إلى السريانية، واللاتينية، والقبطية، وقد تمت الترجمتان السريانية واللاتينية حوالي عام ١٠٠م، وهذا أقرب ما يكون إلى زمن كتابة الأسفار الأصلية.

(4) علماء الكنيسة يشهدون للعهد الجديد:

تقول الموسوعة البريطانية: "عندما يفحص أحد العلماء المخطوطات والترجمات، لا يكون قد أنهى كل دراسته النصوص العهد الجديد، ذلك لأن كتابات أباء الكنيسة الأولين تلقي مزيدا من الضوء ، إذ تحتوي على اقتباسات من العهد الجديد قد تختلف من إحدى أو بعض المخطوطات الحالية، لأنها ماخوذة من مخطوطات اقدم لم تصل إلينا ، وعلى هذا فإن شهادة هؤلاء الأباء للنص، وبخاصة عندما تتطابق مع المصادر الأخرى، يجب أن تضاف إلى ما عندنا من مراجع

والان تعالوا ندرس الاتي

- القديس أكليمندس الروماني (۹۰م) قال عنه أوريجانوس إنه تلميذ الرسل، وقال عنه ترتليان إنه تعين من بطرس، وقال عنه إيريناوس إن مواعظ الرسل لا تزال تدوي في اذنيه وعقائدهم لا تزال أمام عينيه يقتبس أكليمندس الروماني في كتاباته من أسفار متى، ومرقس ولوقا ويوحنا واعمال الرسل  وكورنثوس الأولى، وبطرس الأولى، والعبرانيين. 

اغناطيوس (۷۰ م – ۱۱۰م) أسقف انطاقية، الذي كان يعرف الرسل جيد ، وكان تلميذ بوليكاربوس، استشهد سنة 110م، وكتب سبع رسائل تحوي اقتباسات من متي، ويوحنا ، وأعمال الرسل، ورومية، وكورنثوس الأولى وأفسس، وفيلبي، وغلاطية، وكولوسي، ويعقوب، ورسالتي تسالونيكي، والرسالتين إلى تيموثاوس، وبطرس الأولى 

اقتبس پولیگاربوس (۷۰م .۱۰۲م) اسقف سميرنا ، الذي استشهد في السادسة والثمانين من عمره، وتلميذ الرسول يوحنا ، وبرنابا ۷۰م). وهرماس (۹۰م)، وتاتيان (۱۷۰م)، و ایریناوس أسقف ليون (۱۷۰م). 

من بعد هولاء اقتبس اكليمندس الأسكندري ( ۱۰۰ - ۲۱۲م) ۲۵۰ آية من كل أسفار العهد الجديد ماعدا ثلاثة أسفار، وبعده ترتليان ( ١٦٠ ٢٢٠م) الذي كان أسقف قرطاجنة واقتبس سبعة آلاف اية منها  ۳۸۰۰ من الأناجيل، وهبولتيس (۱۷۰م - ۲۳۵ م ) اقتبس أكثر من ۱۲۰۰ اية العلامة أوريجانوس الذي اقتبس أكثر من ١٨ الف آية (۱۸۸ - ۲۰۱م) ثم كييريانوس (مات سنة ٢٥٨م) اسقف قرطجنة الذي استخدم حوالي ۷۲۰ اقتباسا من العهد القديم و ١٠٣٠ من العهد الجديد.

ولقد أحصيت في كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325 م) اقتباسات بلغ عددها 17 الفا من العهد الجديد وهذا العدد الضخم لا يشمل كل الاقتباسات، كما أنه لا يشمل اقتباسات كتاب القرن الرابع، وبإضافة ما اقتبسه يوسابيوس الذي عاصر مجمع نيقية، يبلغ عدد هذه الاقتباسات ٢٦٠٠٠ هذا بخلاف اقتباسات اغسطينوس، وامبياس، ولشتاس، وذهب الفم وجبروم، وغايس الروماني، واثناسيوس، وأمبروزیوس اسقف ميلان، وكيرلس الإسكندري، وإفرايم السرياني، وهيلاريوس أسقف بواتييه، وجريجوري النيسي وغيرهم كثيرين. 

5) شاهد على صحة المخطوطات من القراءات الكنسية 

على أن هناك شاهدا اخر على صحة مخطوطات العهد الجديد، وهو وجود اجزاء كثيرة منها في القراءات الكنسية، تبع المسيحيون عادة اليهود فى العبادة بقراءة أجزاء من الناموس والأنبياء كل سبت في المجامع، فأخذ المسيحيون يقرأون أجزاء من العهد الجديد في كل أوقات العبادة في الكنائس. وقد تحددت الأجزاء من الأناجيل والرسائل التي تقرأ كل يوم أحد ، وفي الأعياد والمواسم، ولم تكمل بعد دراسة ما وصل إلينا من القراءات من العهد الجديد. لكن ترجع أقدم الرقوق التي عندنا إلى القرن السادس، بينما المخطوطات الكاملة تعود إلى القرن الثامن وما بعده.





author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent