كيف مات يهوذا الاسخريوطى ؟
موت يهوذا الاسخريوطى
تعد هذه شبهه من بعض الاحباء المسلمين حول الطريقة التي مات بها يهوذا الاسخريوطى وقالوا ان هناك تناقض بين رواية انجيل متى وبين رواية سفر اعمال الرسل
كيف مات يهوذا الاسخريوطى حسب رواية انجيل متى 27
معروف ان رواية موت يهوذا ذكرت في موقعين فقط وهما انجيل متى اصحاح 27 : 1 واعمال الرسل اصحاح 1 : 18 لكن عند القراءة تجد الاختلاف واضح . لكن هذا الاختلاف ليس تناقضا لكنه اختلاف تكميلي وهذا ما سوف يتضح لنا في هذا المقال
الرواية حسب انجيل متى اصحاح 27
ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه، ٢ فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي٣ حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ٤ قائل: «قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا». فقالوا: «ماذا علينا؟ أنت أبصر!». ٥ فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه. ٦ فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: «لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم». ٧ فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. ٨ لهذا سمي ذلك الحقل «حقل الدم» إلى هذا اليوم...متى 27 : 1 - 8
واضح ان البشير متى يقدم لنا بعد الحقائق حول حادثة موت يهوذا الاسخريوطى اهمها :
اولا : ان يهوذا ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنه والشيوخ ( حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ ) عدد 3
ثانيا : طرح يهوذا الفضة في الهيكل . ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ) عدد 5
ثالثا : مضى وخنق نفسه . ( ثم مضى وخنق نفسه ) عدد 5
رابعا : رؤساء الكهنة هم الذين اشتروا الحقل وليس يهوذا وسمي بحقل دم لانه كان ثمن دم يسوع المسيح ودا بحسب نبوة سفر ارمياء فى القديم ( حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: «وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل، ١٠ وأعطوها عن حقل الفخاري، كما أمرني الرب». متى 27 : 9 . يبقى دول الاربع حقائق اللي ذكرهم البشير متى
الرواية حسب سفر اعمال الرسل 1 : 18
وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ، وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين فقال: ١٦ أيها الرجال الإخوة، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع، ١٧ إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. ١٨ فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها. ١٩ وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم، حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم «حقل دم» أي: حقل دم... اعمال الرسل 1 : 15
اما كاتب سفر اعمال الرسل فيقدم لنا بعض الحقائق . اهمها
اولا : ان يهوذا هو الذي اشترى الحقل وليس رؤساء الكهنة ( فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم ) عدد 18
ثانيا : ان يهوذا سقط على وجهه وانشقت بطنه وخرجت احشائه ثم مات ( وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها ) عدد 18
اختلاف تكامل وليس اختلاف تناقض
من يقرا الروايتين بطريقة سطحية سيقول ان هناك تناقض ومن يقرا بدراسة وعناية وفهم سيكتشف ان سفر اعمال الرسل مكمل لرواية البشير متى مثل الصوره التي تتكون من قطعتين
اولا : البشير متى يقول ان يهوذا مضى وخنق نفسه ولم يكمل باقي الرواية اكتفى عند النقطة لان رواية موت يهوذا لها كمالة . ثم جاء كاتب سفر اعمال الرسل ليكمل لنا الرواية بشكل متكامل . يقول ان يهوذا سقط على وجهه ومن شدة السقوط انشقت بطنه وخرجت احشائه ومات .
البشير متى يقول ان يهوذا خنق نفسه ( وما هي الطريقة التى استخدمها يهوذا ) لنفكر قليلا في الطريقة التي استخدمها يهوذا في شنق نفسه . لقد خرج خارج المدينة واتى تحت شجرة ووضع صخرة تحته لكى يصعد عليها ليربط الحبل ثم خلق نفسه وظل بعيدا عن اعين الناس وفي نفس اللحظة كان السيد المسيح معلقا على الصليب ايضا هنا البشير متى لم يكمل ماذا حدث ليهوذا ( صمت ) فجاء كاتب سفر اعمال الرسل ليقول لنا ماذا حدث .
![]() |
كيف مات يهوذا الاسخريوطى |
في وقت صلب المسيح حدث امرا غريبا ان الارض تزلزلت والصخور تشققت ( وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت متى 27 : 51 ) مع حدوث هذه الظواهر انقطع الحبل اللي كان معلق عليه يهوذا فسقط من على الشجرة على هذه الصخرة فانشق من الوسط وخرجت احشائه وهنا يظهر كاتب اعمال الرسل ليقول لنا ان يهوذا سقط على وجهه ( وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها . اعمال 1 : 18 ) . اذا لا يوجد تناقض
من الذي اشترى الحقل يهوذا ام رؤساء الكهنة ؟
الذي اشترى الحقل هم رؤساء الكهنة ودا بحسب رواية البشير متى ( حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: «وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل، ١٠ وأعطوها عن حقل الفخاري، كما أمرني الرب ) . متى 27 : 9 طيب لماذا كاتب اعمال الرسل قال ان يهوذا هو الذي اشترى الحقل الاجابة ان الذي اشترى الحقل هم رؤساء الكهنة بالمعنى الحرفي وسمي بحقل دم لانه كان ثمن دم يسوع المسيح لكن كاتب اعمال الرسل نسب الحقل ليهوذا لان يهوذا استلم المال من رؤساء الكهنة وبالتالى نسب الحق لصاحب المال فيهوذا هو صاحب المال . اذا يهوذا لم يشتري الحقل
لماذا سمي بحقل دم ؟
بعض المعارضين قالوا ان يهوذا هو الذى اشترى الحقل واثناء وجوده في هذا الحقل سقط فيه ومات لذلك سمي بحقل دم وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة
٣ حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلَاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ ٤ قَائِلًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا».