recent
الاخبار

من هو القديس أثناسيوس الرسولي

 القديس أثناسيوس الرسولي : حامي الإيمان الأرثوذكسي

القديس أثناسيوس الرسولي، المعروف بلقب "حامي الإيمان"، هو أحد أعظم آباء الكنيسة وأبطال العقيدة المسيحية. لعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عن الإيمان ضد الهرطقات في القرن الرابع الميلادي، وخاصة ضد الأريوسية. في هذه المقالة، سنستعرض حياة القديس أثناسيوس، إنجازاته اللاهوتية، وتأثيره على الكنيسة المسيحية.

القديس أثناسيوس الرسولي

1. حياة القديس أثناسيوس: البدايات والنشأة

ولد أثناسيوس حوالي عام 296 ميلادية في الإسكندرية، مصر.

التعليم والتنشئة : نشأ أثناسيوس في بيئة مسيحية، وتلقى تعليمه في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية. أظهر منذ صغره ذكاءً حادًا ومعرفة عميقة بالكتاب المقدس.

علاقته بالبابا ألكسندروس : بدأ أثناسيوس خدمته الكنسية كمساعد للبابا ألكسندروس، بطريرك الإسكندرية، وكان له دور بارز في مواجهة الهرطقات.

2. الأريوسية وصراع الإيمان

كانت الأريوسية، التي أنكر فيها أريوس ألوهية المسيح، واحدة من أخطر التحديات التي واجهت الكنيسة.

موقف أثناسيوس: كان أثناسيوس من أوائل اللاهوتيين الذين أدانوا الأريوسية بقوة. أكد أن المسيح "مولود غير مخلوق" وواحد في الجوهر مع الآب.

مجمع نيقية الأول (325 م) : كان أثناسيوس مشاركًا بارزًا في هذا المجمع الذي أصدر قانون الإيمان النيقاوي، حيث ثبت ألوهية المسيح ودحض تعاليم أريوس.

3. بطريركية أثناسيوس وصراعاته

تولى القديس أثناسيوس كرسي البطريركية في الإسكندرية عام 328 ميلادية، لكن خدمته كانت مليئة بالتحديات.

النفي الأول : واجه أثناسيوس معارضة شديدة من الأريوسيين، وتم نفيه عدة مرات بأمر من الإمبراطور قسطنطين وخلفائه.

الصمود والعودة: بالرغم من النفي المتكرر، ظل أثناسيوس ثابتًا في الدفاع عن الإيمان، وعاد إلى كرسيه البطريركي عدة مرات بفضل دعمه من الشعب المؤمن.

4. كتابات القديس أثناسيوس اللاهوتية

كان أثناسيوس كاتبًا غزير الإنتاج، وترك لنا إرثًا غنيًا من الكتابات اللاهوتية:

"تجسد الكلمة": أحد أعظم أعماله، حيث يشرح فيه أهمية التجسد الإلهي لخلاص البشرية.

رسائل إلى الأساقفة: ساعدت في توضيح العقيدة النيقاوية ودحض الأريوسية.

الدفاع عن الألوهية: رسائله ودراساته أكدت ألوهية الروح القدس وشرحت مفهوم الثالوث.

5. مقاومة النفي والاضطهاد

تعرض أثناسيوس للنفي خمس مرات، ولكنه لم يتوقف عن الدفاع عن الإيمان.

العلاقة مع الإمبراطور: كانت مواقفه الجريئة تجاه الأباطرة الأريوسيين سببًا رئيسيًا في نفيه.

الدعم الشعبي: ظل شعب الإسكندرية مخلصًا له، مما منحه القوة للاستمرار في نضاله.

6. القديس أثناسيوس ودوره في تشكيل العقيدة

اللاهوت النيقاوي: كان أثناسيوس حجر الزاوية في تثبيت عقيدة ألوهية المسيح.
تطوير الفكر اللاهوتي: شروحه حول الثالوث الأقدس ألهمت أجيالاً من اللاهوتيين، مثل القديس كيرلس الكبير والقديس باسيليوس.

7. تأثير أثناسيوس على الكنيسة الحديثة

أب الكنيسة القبطية: يُعتبر أثناسيوس رمزًا كبيرًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

انتشار كتاباته: تُعتبر أعماله من أهم المصادر اللاهوتية في العالم المسيحي بأسره.

الإيمان النيقاوي: يستمر قانون الإيمان النيقاوي الذي صاغه في كونه أساس الإيمان المسيحي.

8. وفاة القديس أثناسيوس وتقديسه

توفي القديس أثناسيوس في 2 مايو 373 ميلادية. بعد وفاته، أعلنت الكنيسة قداسته، واعتبرته "عمود الإيمان" و"حامي الأرثوذكسية".

الخلاصة

القديس أثناسيوس الرسولي كان بطلًا للإيمان المسيحي، حيث دافع بقوة عن عقيدة الثالوث وألوهية المسيح في وجه الهرطقات. إرثه اللاهوتي وصموده في مواجهة الاضطهاد يجعلان منه نموذجًا للثبات على الإيمان والشجاعة في الدفاع عنه.

إذا كنت ترغب في تعميق معرفتك بحياة هذا القديس العظيم، تأمل في كتاباته وادرس مثاله في الشهادة للإيمان.


author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent