هل الكتاب المقدس ( التوراءة والانجيل ) محرف ؟
أولا لما نتكلم عن الكتاب المقدس فاحنا مش بنتكلم عن كتاب واحد في الحقيقة انما هو 66 سفرا وده لأن كل سفر من أسفار الكتاب المقدس هو كتاب بحد ذاته ( للي ميعرفش فا كلمة سفر هي كلمة عبرية معناها كتاب )
وطبعا انا لو هتكلم عن موثوقية كل سفر بشكل منفصل فانا كدة محتاج اكتب كتاب كامل مش مجرد مقال بسيط .
علشان كدة احنا هنقسم الكتاب المقدس لكتابين فقط للتسهيل
1 : العهد القديم/ the old testament / التناخ
2 : العهد الجديد / the New testament / الأنجيل
👈 وهنتكلم بشكل سريع عن موثوقية كل كتاب منهم .....
أولا العهد القديم the old testament :
في النقاشات والأبحاث عموما للأسف غالباً ما بيتم تجاهل العهد القديم وده لأن غالبية النقاشات بين المسلمين والمسيحيين بيكون غرض المسلمين هو إنكار إلوهية السيد المسيح وبالتالي بيكون دايما جدالهم هو عن موثوقية العهد الجديد بدل القديم
1 : المخطوطات
العهد القديم له أكتر من من 15,000 مخطوطة مختلفة أقدمهم مخطوطات قمران اللي بترجع للقرن الثالث قبل الميلاد تقريبا ومن امانة شعب الرب في النقل خاصة باللغة العبرية تم اكتشاف ان مخطوطات قمران اللي ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد بتتطابق تماما مع العهد القديم العبري اللي بيقراه اليهود لحد اليوم
يعني حاليا مثبت لينا بالأدلة الأركيولوجية ان على مدار 23 قرن تقريبا محصلش اي تغيير للعهد القديم وده يدعم شدة أمانة شعب الرب في نقل كلمة الرب وصعوبة ان يكون حصل اي تحريف .
2 : الحفظ والنقل الشفهي :
الكتبة والفريسيين كانوا بيحفظوا الكتب المقدسة عن ظهر قلب وده لان شعب الرب كان بيتعرض للأضطهاد وتدمير كتبه المقدسة بشكل مستمر على يد الوثنيين و اي مخطوطة يتم نسخها كان لابد من مراجعتها اكتر من مرة بدقة وعناية شديدة للتأكد من دقتها وأمانتها واللي كان بيحاول يحرف في الكتب المقدسة كان له عقوبات قاسية زي النفي واللعن من وسط الشعب وكمان تدمير اللفافة كاملة اللي مكتوبة بدون دقة .
3 : الموثوقية التاريخية :
التناخ ( العهد القديم ) بجانب كونه كتاب ديني لكن كمان بيتم دراسته ككتاب تاريخي بيذكر اهم الاحداث التاريخية اللي حصلت في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا أرض اسرائيل
وكتير جدا من الأحداث المذكورة في العهد القديم بالفعل تم اكتشاف ادلة أثرية تدعمها ! وده يثبت ان الاحداث المذكورة في التناخ هي احداث تاريخية حقيقية مش مجرد قصص مؤلفة من اشخاص مجهولين
4 : صعوبة ايمان اليهود بالأنبياء :
👈 واحدة من الشبهات اللي سمعتها قبل كدة هي ان اليهود آمنوا باشخاص انهم انبياء لكنهم في الحقيقة مش انبياء من الله والاشخاص دول هما اللي كتبوا أسفار من دماغهم ونسبوها للوحي الإلهياللي بيقف قدام النظرية دي هي طبيعة فكر اليهود نفسهم
لان اليهود كان من الصعب جدا انهم يؤمنوا باي شخص انه نبي لدرجة ان المسيح قال عنهم "قتلة الأنبياء"اليهود كانوا بيرفضوا الايمان بأي شخص غير بعد فحص وتمحيص شديد جدا وهما شعب متذمر جدا وبيطلب معجزات بشكل مستمر زي ما كانوا بيعملوا مع موسى ومع السيد المسيح .
👈 فا مستحيل يكون في شخص مجهول قالهم يجماعة اانا بقيت نبي وكتبتلكم سفر جديد فا يقولوا يباشا طبعا ده انت نبي جدا 😂 فا طبيعة أسلوب وفكر اليهود اصلا بتناقض وتمحي النظرية دي تماماً
4 : أما من الجانب الإيماني بقا فا أنا كمسيحي مؤمن بالسيد المسيح وتلاميذه بالكامل وخاضع تماما لأقوالهم فا لو كان تم تحريف العهد القديم كان المسيح اول من هيقول المعلومة دي وكذلك تلاميذه هيأكدوها من بعدهلكننا نلاقي. ان على العكس تماما كلاهما بيأكد ان كلمة الله غير قابلة للتحريف بل وبيستشهدوا بشكل دائم ومستمر بأيات الكتاب !!! وهنلاقي المسيح قال ما جئت لأنقض بل لاُكمِل وكمان قال السماء والارض تزولان وكلامي لا يزول .
فكلمة الهنا ثابتة الى الأبد بوعوده الإلهية
👈 وزي مقولتلكم النقاشات فيما يخص موثوقية العهد القديم قليلة وملهاش اهتمام كبير فا هنكتفي بالنقطتين دول بس عشان لو حصل وحد سألكم عنها
ثانياً : العهد الجديد the New testament :
عدد مخطوطات العهد الجديد هو حوالي 24,000 مخطوطة مختلفة بلغات مختلفة بتتقسم كالتالي5800 مخطوطة باللغة اليونانية " اللغة الأصلية للعهد الجديد"
اكتر من 10,000 مخطوطة باللاتينية
حوالي 1000 مخطوطة قبطية
حوالي ٤٠٠ مخطوطة سيريانية
👈 ده غير المخطوطات الأثيوبية والجورجية والارمينية واللي عددهم حوالي ٣٠٠٠ مخطوطة
ده غير المخطوطات البيزنطية المتأخرة طبعا برضه
كل المخطوطات دي بتخلي العهد الجديد اكتر كتاب قديم له مخطوطات في التاريخ كله
أقدم المخطوطات هو البردية P52 والبرديتين P90 و P104
ودول بيرجعوا لبدايات القرن الثاني
👈 والأهم بينهم هي بردية P52 وده لأنها بترجع لعام 125م وهي قصاصة من أنجيل يوحنا اللي كتب الأنجيل سنة 90م
فا الفرق بين المخطوطة الأصلية اللي كتبها يوحنا نفسه وبين البردية دي حوالي ٣٥ سنة بس !
ولما نبص على النص الموجود في البردية دي هنلاقيه نفس النص اللي بنقراه لحد النهاردة 😂 [ هنزلكم لينك فيه نص وصور البردية في المصادر ]
وبعدها كمان هنلاقي البرديات اللي بترجع لنهايات القرن الثاني وبداية الثالث زي البرديات
P32, P46, P64/67, P66, P77, 0189
وبرضه كلها هنلاقيها بتحوي نفس النص اللي احنا بنقراه لحد النهاردة 🤷
👈 طيب هل معنى كدة ان ال 24,000 مخطوطة كلهم متشابهين تماما مع النص اللي بنقراه النهاردة ؟
طبعا لا
حسب علماء النقد النصي زي دكتور بارت ايرمان وجورج ماكدويل وغيرهم فا عدد المتغيرات النصية بين المخطوطات هو 250,000 متغير نصي
يعني في عندنا ربع مليون اختلاف بين المخطوطات وده عدد اكبر من عدد كلمات العهد الجديد اصلا !
بس كدة ياكيرياكوس اديك أثبتت بنفسك ان كتابك متحرف والمخطوطات مش شبه بعض اهوه !
👈 طب صلي عالنبي كدة وخلينا نكمل ونشوف رأي العلماء في الاختلافات دي ...
رغم ان العلماء فعلا اتصدموا من الاختلافات بين المخطوطات لان فعلا الرقم ضخم جدا
لكن خلينا نفهم اي هي الاختلافات دي
اولا خلينا فاهمين ان المخطوطات دي كان بيتم كتابتها يدويا في عصور كان بيتم فيها اضطهاد المسيحية وكانت الكتابة سريعة وتحت ضغط وخوف شديد جدا .
👈 وده كان سبب ان بيحصل كتير ان الناسخ ينسى كلمة غصب عنه او حتى ينسى سطر كامل وينقل على السطر اللي بعده علطول .
وده حتى بيحصل لينا اننا احيانا لما نكون بننقل نص ما عنينا ممكن متاخدش بالها من سطر وتنقل عالسطر اللي بعده علطول
وده يعتبر اشهر سبب للاختلافات النصية
وكمان كان احيانا ممكن الناسخ يبدل كلمتين مكان بعض
زي مثلا نلاقي في نسخة مكتوب المسيح يسوع وفي النسخة التانية يسوع المسيح الخ....
او احيانا كان النساخ بيضيفوا شروحات بين السطور ويجي الناسخ اللي بعده ينسى اضافة القوسين اللي بيوضحوا ان ده مش من اصل النص وبالتالي كان بيدخل الشرح لأصل النص بدون قصد "زي نص الفاصلة اليوحناوية"
ومع دراسة العلماء لكل المتغيرات النصية اكتشفوا ان بين 99.7% ل 99.9% من المتغيرات النصية هي متغيرات ملهاش اي قيمة وغير مقصودة ومن السهل جدا معرفة النص الأصلي منها .
👈 طيب ماهو برضه يا كيرياكوس كدة يبقا الكتاب محرف بنسبة بين 0.1% ل 0.3% وحتى لو كانت النسبة دي قليلة لكنها برضه تحريف اهوه 🤷
لا ياصديقي ده كمان ميعتبرش تحريف واصبر عليا وهشرحلك ازاي ....
كل النصوص اللي بالفعل عليها مشاكل حقيقية هي نصوص لا يمكن استخلاص منها اي شئ عقائدي وأمور لا تؤثر بأي شكل ولا أي حال من الأحوال على اي عقيدة مسيحية رئيسية وبالتالي هي ملهاش قيمة .
ثانيا هنا لازم برضه نرجع لمفهوم الوحي في المسيحية واللي انا شرحته في الجزء الثاني من السلسلة واللي شرحتلكم فيه ان الوحي عندنا هو مزيج بين الاسلوب والالفاظ البشرية مع الفكر والإلهام والإشراف الإلهي من شخص الرب الروح القدس
وبالتالي تغيير كلمة او اتنين او حتى 1000 طالما مش بيغير اي شئ في العقيدة وبيعطي في النهاية نفس المعنى النهائي لروح الكتاب يبقا مفيش اي مشكلة
وده اصلا السبب الرئيسي لأختلاف الترجمات في اللغة الواحدة لان في النهاية اختلاف بضع كلمات عمره ما هيؤثر في شئ على الكتاب ولا على العقيدة المسيحية
والمجد لله دائماً ❤️✝️🙏