من القضايا المثيرة للجدل عند كل مسلم هو موضوع الثالوث فى المسيحية .. موضوع غريب ومحير وصعب وغير مفهوم ومعقد بعض الشئ ولكن مع البحث والدراسة واللجو الى الله وحده بالصلاة والدعاء بنية خالصة حتما سيعرف الانسان امور عظيمة وعجيبة من نحو الله للدرجة التى سيقف امامه ليقول كيف كنت لا اعرفك من قبل . كيف كنت اجهلك وانت العظيم . كنت اعمى والان ابصر ولكن قبل كل هذا هئه قلبك وعقلك لنور الله ( اغمض عينك وارفع قلبك للرحمن )
الثالوث فى المسيحية
اولا : ما هو الثالوث
هو الله والله لا يعرف بالتعريف لان الانسان محدود والمحدود لا يمكن بالمنطق ان يعرف غير المحدود الا اذا تكشف هو له اى للانسان ( الله يعلن عن نفسه للانسان ) وماذا تعنى كلمة تكشف . تعنى ان الله يعلن نفسه للانسان عن ذاته عن طبيعته .. وهل الله كشف لنا عن نفسه عن من يكون ؟ نعم لقد كشف الله عن نفسه للانسان لاننا خليقته صنعت يديه الانسان الذى جعله خليفته على الارض اى ممثل الله امام كل المخلوقات . نعم الله يفرح ويسر بأن يكشف نفسه للانسان . هناك قصة قصيرة للكاتب المصرى الشهير توفيق الحكيم اسمها ارينى الله ساقتبس منها جزء لتوضيح فكرة كيف يتكشف الله للانسان
اننا كبشر لا نستطيع ان ندرك الله نحن نعرف عنه ونسمه عنه بعض الاشياء من خلال صفاته واسمائه اما عن شخصه . طبيعته لا نعرف عنه شئ وهذا طبيعى لاننا بشر محدودين ولكن ان اعلن لنا الله عن نفسه يصبح الامر سهلا وما على الانسان سوء ان يقبل هذا الاعلان بالايمان
والسؤال هنا ؟ هل اعلان الله لنا عن نفسه ؟ نعم .
هناك نوعان من الاعلان
الاول : الاعلان العام
الثانى : الاعلان الخاص
الاعلان العام جاء من خلال الخليقة ١ اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ، وَٱلْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.
الاعلان الخاص ولا اقصد بكلمة خاص اى لفئة معينة من الناس بل اقصد خاص بشخص الله نفسه . اعلان عن ذاته . محصور فيه . عن طبيعته عن من يكون وهذا الاعلان الخاص ظهر لاول مرة فى الكتاب المقدس فى اول سفر وهو التكوين فى الاصحاح الاول فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضَ. وَكَانَتِ ٱلْأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً،
كلمة الله فى اللغة العبرية جات ( الوهيم ) ودا اسم من اسماء الله عند اليهود واسم ( الوهيم ) له شقيين . الاول ( ايل ) وتعنى ( الله ) والثانى ( هيم ) وهو يستخدم فى اللغة العبرية كصيغة ( جمع ) وسوف اعطى مثال لتوضيح لهذا الكلام اسم ابراهيم ابو الاباء عند اليهود فى البداية لم يكن اسمه ابراهيم بل اسمه ابرام ومعنى الاسم ( اب سامى ) وهذا الاسم لازم ابراهيم طيلة حياته وكان وقتها بدون اولاد وبعد ان انجب البكر اسماعيل من هاجر والثانى اسحاق من سارة امراته . مع وعد الله له بمباركة نسله كرمل البحر وكنجوم السماء فى الكثرة مع هذا الوضع الجديد كان لابد من تغير اسمه من ابرام الى ابراهيم حتى يتماشى اسمه مع هذا النسل المبارك الذى سيخرج منه ( سيكون له نسل ) فاسم ابرام يعنى اب بدون نسل ولكن تم اضافة صيغة الجمع لاسم ابرام فأصبح ابراهيم وتعنى اب لجمهور كثير اضافة صيغة الجمع ( هيم ) لاسم ابرام فأصبح ابراهيم وتعنى اب لجمهور كثير ( اب مفرد / هيم جمع ) الوهيم / ابراهيم فى الكلمتين صيغة الجمع ( هيم ) وما المقصود بكلمة الوهيم . تعنى الله واحد جامع . واحد فى الجوهر ثالوث فى اقانيمه والاقنوم ليس شئ دخيل على الله بل فيه ( فى الذات الالهية ) لذا قال يسوع لليهود انا فى الاب والاب فيا ( وهذا يسمى بالاحتواء المتبادل )
لماذا اسم الوهيم ؟
وَقَالَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ: «هُوَذَا ٱلْإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ ( تك 3 : 22 )
وَقَالَ ٱلرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ ٧ هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». ( تك 11 : 7 ) .
وهناك ايات جأت ايضا فى العهد الجديد ( على لسان المسيح )
أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا! ١١ اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. ( يوحنا 3 : 11 )
فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. ( مت 28 : 19 )