ضياع النسخ الأصلية لأسفار الكتاب المقدس
سؤال يطرحه كل مسلم . هل النسخ الأصلية للكتاب المقدس قد فقدت وضاعت وليس لها أي وجود ؟ واذا كانت قد فقدت وضاعت . فما هى النسخ التي بين أيدى المسيحين الأن ؟
في هذا المقال الصغير سنجيب بأذن الله على هذة الأسئلة ؟
أولا : هل ضاعت النسخ الأصلية للكتاب المقدس ولم يعد لها أي وجود وانا هنا بتكلم عن اصل النسخ ( أي المخطوطة التي كتبت بيد كاتب الوحى ) وتسمى النسخ الأصلية أي التي كتبها كاتب الوحى بخط يده . هل ضاعت ؟
وللإجابة على هذا السؤال نوضح الاتي /
أولا : في عصر كتابة الوحى لم تكن هناك طباعة حديثة أو الآت طبع أو أدوات كتابة حديثة ( ورق وأقلام ) ولا ماكينة تصوير وهكذا . ولكن كان الكاتب يستخدم الأدوات البسيطة ( البدائية ) المتاحة فى عصره ومنها جلود الحيوانات وإوراق البردى والألواح للكتابة عليها . هذة الأدوات كان يستخدمها كاتب الوحى مع مرعاه الاتي :
ان هذة المواد كانت قابلة للتالف السريع مع كثرة الاستخدام وخاصتا أيام العبادة وكانت تستخدم هذة النسخ بكثرة وهذا كان يعرضها للتالف فكان لابد من إيجاد طريقة للحفاظ على هذة النسخ ( المدون فيها كلام الله ) فكان رجال الدين يلجئون إلى نسخ هذة المخطوطات ( الأصلية ) إلى نسخ أخرى ويتم نقالها إلى مخطوطة جديدة مع مرعاه الالتزام بضوابط صارمة لمنع حدوث أي أخطاء وكان يقوم بهذه المهمة رجال اطلق عليهم بالنساخ وهم أهل التخصص لهذا العمل .
إما بعد عملية نسخ المخطوطات المعرضة للتالف الى نسخ جديدة يتم وضع هذة النسخ في جرار فارغة ويتم دفنها تحت الأرض . حفاظا منه على هذة النسخ . هذا بالضبط ما كان يفعل بالنسخ الأصلية للكتاب المقدس فهى لم تفقد بالمعنى السيء ( الضياع ) ولكن صلاحيتها انتهت ونقلت إلى مخطوطة أخرى . فمن الطبيعي ان ما وصل الينا من نسخ ليس الأصل ( المكتوبة بخط يد كاتب الوحى ) ولكن نسخة طبق الأصل من المخطوطة المكتوبة باليد .
نعيد لنؤكد هذة المعلومة للتأكيد أن ما وصل الينا من إسفار الكتاب المقدس ليست هي النسخة المكتوبة بخط يد كاتب الوحى بل هي نسخة مأخوذة من النسخة الأصلية بدون حذف أو إضافة أو تغير أو تبديل أو تغير للمعنى . وكل نسخة تتعرض للتالف كانت تنسخ بواحدة جديدة وهكذا يتكرر هذا الأمر عشرات المرات ولكن بعض شيوخ الإسلام الذين لم يدرسوا هذا الموضوع دراسة أكاديمية أشاعوه بأن النسخ الأصلية لأسفار الكتاب المقدس قد ضاعت وفقدت . وللأسف الشديد تلاعبوه بالألفاظ ونسجو خيوطهم الوهمية وصدرؤها للقارئ المسلم وهذا لم يحدث .
هل عند عملية النسخ وقعت أخطاء ؟
إما مسالة وقوع أخطاء أثناء عملية النسخ من مخطوطة إلى مخطوطة أخرى فهذا الإمر وارد ومنصوص علية وامر طبيعي وانه بالفعل وقعت أخطاء عفوية بسيطة جدا إثناء عملية النسخ ولكن هذة الأخطاء محصورة في إضافة نقطة أو حرف أو نسيان حرف او تكرار كلمة وهكذا . وتقع مثل هذة الأخطاء نتيجة عدم التركيز أو سوء الإضاءة او الإرهاق الشديد للناسخ ولكن مع كل هذة الأخطاء لم يتأثر النص الأصلي ولا تغير بالمعنى
الخلاصة .
الكتاب المقدس هو كلمة الله ولم يفقد منه شئ ولم يحرف ولم يبدال بل هو كتاب محفوظ لكل العالم ولكل العصور وان ما يقوله شيوخ الإسلام عن تحريف التوراة والإنجيل هو مجرد ادعاء كاذب .