recent
الاخبار

لاهوت وناسوت السيد المسيح - كيف يكون هذا

لاهوت وناسوت السيد المسيح - كيف يكون هذا

ما معنى لاهوت المسيح ؟
قال المسيح لليهود مرة "أنا والآب واحد" وبعدها أراد اليهود أن يرجموه فسألهم لأي عمل صالح تريدون أن تقتلوني فأجابوه: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يوحنا 10: 33).
لقد صرّح يسوع المسيح بكلام واضح أنه يتمتع بصفات لا يملكها الاّ الله وحده .
وايضا عندما أتى اليه رجل مشلول ويريد من المسيح أن يشفيه من مرضه "أخبره يسوع قائلا " يا إبني مغفورة لك خطاياك " وقد أثر ذلك على القادة الدينيين الذين قالوا في انفسهم "لماذا يتحدث هذا الرجل بهذه الطريقة إنه يجدّف " الله وحده هو الذى يغفر الخطايا " فاعتبرو هذا تجديف فى حق الله .

لاهوت وناسوت السيد المسيح

واليكم ما قاله المسيح لليهود على انه هو الله ( يهوه )

سأله أحد القادة الدينيين من اليهود " أأنت المسيح إبن الله ؟ فقال يسوع أنا هو وسوف تبصرون إبن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء. فمزّق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد إلى شهود. قد سمعتم التجاديف " ( مرقس 14: 61- 64)
• ومرة اخرى قالوا له "فقالوا له أين هو أبوك. أجاب يسوع، لستم تعرفونني أنا ولا أبي لو عرفتوني لعرفتم أبي أيضاً" (يوحنا 8: 19)
• "لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه"(يوحنا 14: 7) 
• "والذي يراني يرى الذي أرسلني" (يوحنا 12: 45)
•  "وها أنذا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فليبس، الذي رآني فقد رآى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب"(يوحنا 14: 9)
• "لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي"(يوحنا 14: 22) 
•  "الذي يبغضني يبغض أبي أيضاً"(يوحنا 15: 23)
• "من لا يكرم الإبن لا يكرم الآب الذي أرسله" (يوحنا 5: 23)

 الإحتمالات الأربعة

ونحن امام إدعاءات المسيح ، هناك فقط أربعة إحتمالات هي :
أما أنه 

1- كاذب  👉                 3-  كلامه أسطورة  👉

2-  مجنوناً  👉              4- ما يقوله هو الحقيقة 👉


فإذا قلنا أنه ليس حقيقة فإننا إذاً نؤكد أحد البدائل الثلاث الأخرى تلقائياً سواء أدركناها أم لا.

الاحتمال الأول :

أن يسوع كذب عندما قال عن نفسه أنه هو الله وأنه كان يعلَم أنه ليس الله. ولكنه خدع سامعيه عمداً لإعطاء سلطة لتعاليمه . حتى من ينكرون لاهوته يؤكدون أنه كان معلماً عظيماً وهم لا يدركون أن في ذلك تناقض فكيف يكون معلماً أخلاقياً عظيماً ويكذب بخصوص مسألة هامة مثل " من هو" ؟

الإحتمال الثاني :

تقول أنه كان صادقاً في ما قاله ولكنه كان هو نفسه مخدوعاً فقد كان يعتقد أنه هو الله. وفي أيامنا هذه نسمي شخص كهذا مجنوناً فهل كان المسيح كذلك؟. كلما نظرنا لحياة المسيح لا نرى دليلاً لوجود أية عيوب أو خلل في شخصه بل أننا نجد فيه أكبر إتزان تحت ضغوطات عظيمة.

الإحتمال الثالث :

وهو أن يكون كل ذلك أسطورة وأن تلاميذ المسيح أعجبوا بهذه القصة وكتبوها وتناقلوها عبر العصور. إن نظرية الأسطورة دحضت بشكل كبير حيث أن الاكتشافات تثبت بشكل حاسم ان البشائر الأربعة لحياة المسيح كتبت في أوقات معاصرة للمسيح. قال الدكتور وليم البرت أحد أشهر علماء الآثار في العالم "لا يوجد هناك أي سبب لاعتقاد بأن أي من الأناجيل الأربعة قد كتبت في وقت بعد 70م.

للإيمان بشيء كهذا فإنه سوف يكون من العظيم أن يكتب أحدهم سيرة حياة جون كيندي ويدعي أنه هو الله وأنه يغفر للناس خطاياهم وأنه قام من بين الأموات فإن قصة كهذه لن تكون مؤهلة بأن تصدق لأنه لا يزال هناك العديد من الناس ممن يعرفون كنيدي وسوف يعلمون بالتأكيد أن هذه اسطورة غير صحيحة كون تلك المخطوطات كتبت بعد وفاته.

الإحتمال الرابع و الوحيد المتبقي :

هو أن المسيح كان يقول الحقيقة. لكن الإدعاءات وحدها لا تعني الكثير وليست ذات أهمية. فهناك الكثيرون ممن إدعوا أنهم الله. يمكنك أن تدعي أنك الله ولكن السؤال الذي يجب الإجابة عليه هو على ماذا نبني إدعاءاتنا، لن يستغرق ذلك أكثر من 5 دقائق لتكتشف أن الإدعاء كاذب و لن يكون ذلك صعباً، لكن الأمر مختلف تماماً عند يسوع الناصري فلقد أثبت أنه هو الله "ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه" (يوحنا 10: 38).

ما معنى كلمة ناسوت المسيح ؟

إن ناسوت المسيح الذي اتّحد بلاهوته هو ناسوت حقيقي أي مؤلّف من جسد ونفس إنسانية وروح خالدة عاقلة ناطقة. وهذا الناسوت اتّحد اتّحاداً غير مدرك بلاهوت الأقنوم الثاني الأزلي. نعم قد قام في تاريخ الكنيسة من انكروا حقيقة الناسوت ذاهبين إلى أنه لم يكن للمسيح جسد حقيقي ولا نفس ناسوتية قائلين " أما ما ظهر فلم يكن إلا خيالا بدون حقيقة "- هذا حسب زعمهم- ومعنى ذلك أنه لم يولد ولم يتألم ولم يمت. فهؤلاء بذلك قد أنكروا الفداء أولاً وآخراً معتقدين أن اللاهوت هو موضوع الروح الخالدة في الإنسان، أي أنهم أنكروا الروح الناسوتية، ذاهبين إلى أن جسد المسيح كان من جوهر سماوي، وأنه لم يأخذ ناسوتاً من مريم العذراء، وقائلين أنها لم تكن سوى إناء وضع فيه ذلك الجوهر بدون أن يأخذ شيئاً منها.

ناسوت كامل، من جسد بشري كامل وروح بشرية ناطقة، فاللاهوت لم يحل محل الروح البشرية الناطقة، والجسد البشري هو جسد حقيقي من لحم وعظام مثلنا قابل للجوع والعطش، وخاضع للتعب، ويحتاج للراحة، ويشعر بالآلام الجسدية والنفسية، ويمكنه أن يموت بانفصال الروح البشرية عنه، فربنا يسوع هو إله كامل، وإنسان كامل، له جسد حقيقي وكامل. ودافع آبائنا القديسين عن لاهوت المسيح وناسوته بالتساوي.. كما أعلن الكتاب المقدس عن الطبيعة الناسوتية الكاملة للسيد المسيح في أكثر من موضع:

فهذه النصوص وغيرها تبيّن بما لا يقبل الريب أن مريم العذراء حبلت بجسد يسوع، وظهرت علامات حبلها ليوسف حتى أنه قصد تخليتها، وأنه حبل به المدة العادية حتى أنه لم يولد إلا لما تمت أيامها لتلد، وأنه فاتح رحم، وأنه قمط ووضع في مذود وقد ختن حسب الناموس وأمه طهّرت من الولادة بعد المدة المقرّرة في الناموس وغير ذلك مما يدل على أن يسوع كان إنساناً حقيقياً ذا جسد حقيقي كغيره من الناس (ولكنه قدوس).
فهو الذي جاع (مت 4: 1)؟ وعطش (يو 4: 7)؟ ونام (مر 4: 38)؟ وتألم؟ وكيف صار عرقه يتصبب كقطرات دم نازلة على الأرض (لو 22: 44)؟ وخرج من جنبه دم وماء عندما طعِن بالحربة (يو 19: 34)؟ ومات (مت 27: 50)؟ ودُفِن (مر 15: 46)؟
وقال المسيح أيضاً نفسي حزينة جداً حتى الموت (مت 26: 38)، وقيل عنه أنه " انزعج في نفسه” (يو 11: 38)، وقال وهو فوق الصليب " يا أبتاه في يديك استودع روحي. ولما قال هذا أسلم الروح” (لو23: 46). فأية نفس التي تحزن وتنزعج؟ أليست هي النفس العاقلة؟ وأية روح أسلمها المسيح في يدي أبيه؟ هل اللاهوت يسلّم؟! حاشا. بل ما أبلغ ما ورد في إنجيل لو 24: 36 الخ " وفيما هم (التلاميذ) يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم، فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً.

 فهل صادق المسيح على ظنّهم بأنهم نظروا روحاً؟ كلا بل وبّخهم قائلاً ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يدي ورجلي إني أنا هو. جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي ". وهل الخيال له لحم وعظام كما أراهم؟ " وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم أعندكم ههنا طعام " لكي أبرهن لكم أني لست روحاً أو خيالاً، " فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم ". بل لما رآه تلاميذه ماشياً فوق الماء وظنوه خيالاً لم يرد هو أن يفتكروا أنه خيال بل قال لهم " أنا هو. لا تخافوا” (مت 14: 26و27) يعني أنا هو الذي تعرفونني الذي أكلت وشربت وعشت معكم ولمستني أيديكم.

وما أوضح قول الرسول عن المسيح " لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً” (عب 10: 5) وقوله " فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما” (عب2: 14) وقوله " بهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة” (عب10: 10).

ونظير ذلك كثير جداً بحيث لم يرد في كل الكتاب من أوله إلى آخره شيء يدل على أن المسيح كان خيالاً بدون جسد ونفس وروح، بل كل ما جاء فيه يبرهن أن المسيح هو الله منذ الأزل ولكنه جاء في ملء الزمان مولوداً من امرأة مشتركاً في جسد البشر ليحمل خطاياهم ويكفّر عن آثامهم بموته فصار ذا طبيعتين متميّزتين في أقنوم واحد أي الطبيعة الأزلية الإلهية والطبيعة الحادثة الناسوتية المقدسة.

"لو كان تدبير التجسد خيالا وظلا، فأنه لا يكون قد تجسد حقًا، ولا تكون العذراء قد ولدت حقًا، ولا يكون قد تشبه بإخوته لأن حالتنا الجسدية – دون شك – ليست ظلالا، ولا هى نتاج خيال، بل نحن نملك أجسادنا ملموسة ومنظورة، لأننا لبسنا جسدًا ترابيًا ونعاني الفساد والآلآم.

ومن الذي صعد إلى السماء وأجلسه الله عن اليمين قائلاً له " اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ (مر16: 19 ومز 110: 1) ورآه استفانوس " قائماً (واقفاً) عن يمين الله؟" (أع 7: 55) هل هو خيال؟!

لاهوت المسيح موضوع من اهم الموضوعات الحيوية فى العقيدة المسيحية ولكن دعونا نعرف اولا من هو يسوع المسيح بعد فترة بدا بوضوح أنه يقدم تصريحات حول نفسه. تصريحات مذهلة تصدم من يسمعوه فقد عرّف نفسه بصورة تفوق المعلم أو النبي. وبدأ يقول بصراحة أنه هو الله. قد كانت هويته هي محور تعاليمه. وأن أهم سؤال كان يسأله للذين يتبعونه "من تظنون أني أنا" عندما أجاب بطرس قال "أنت هو المسيح ابن الله" (متى 16: 15 – 16) لم ينتهره يسوع ولم ينفي ما قاله بطرس بل على العكس فقد أكد ذلك مادحاً بطرس.

صرح يسوع المسيح بشكل علني أنه الله مما أثر ذلك على من هم حوله فيقول الكتاب المقدس: "فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله" (يوحنا 5: 18)

author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent