recent
الاخبار

هل هناك تناقض بين الاناجيل الاربعة فى حدث قيامة المسيح

إن موت و قيامة المسيح هما الأساس الذي قامت عليه المسيحية

قيامة المسيح

“وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل هو إيمانكم” (1كو15: 14) ، وكان إيمان الكنيسة منذ بدئها “أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب” (1كو15: 3).

ولذلك فقد كان الشرط الأساسي لاختيار بديل عن يهوذا هو أن يكون شاهداً بقيامة المسيح (أع22) ، وأيضاً كانت البشارة بموت المسيح وقيامته هي المحور الأساسي للرسالة المسيحية..

قيامة المسيح من بين الاموات 

فالمسيح قام، حقاً قام. ورغم أن حقيقة القيامة معلنة بكل وضوح في الكتاب المقدس، وتؤيدها البراهين الكتابية مثل: نبوات العهد القديم (مز16: 10)، ونبوات المسيح عن موته وقيامته (مت16: 16- 21، مت20: 18،19، يو2: 19- 22،..إلخ)، وأيضاً شهادات تلاميذ المسيح وأتباعه (أع2: 23، 24، أع3: 15، أع4: 10،..إلخ) إلا أن بعض المهاجمين ينكرون حقيقة قيامة المسيح، ويهاجمون ما جاء في الكتاب المقدس بخصوصها، وتنفيذاً للأمر الكتابي “مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم” (1بط3: 15) .

بعض الاعتراضات حول احداث القيامة

نناقش في هذه المقالة الاعتراضات التي أثيرت على ظهورات المسيح بعد القيامة.إن ظهورات المسيح بعد قيامته من الموت بالإضافة إلى القبر الفارغ برهان أكيد لحقيقة القيامة وقد استمرت هذه الظهورات مدة أربعين يوماً “أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله” (أع1: 3).

ولقد ذكر في الأناجيل الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا)، والأصحاح الخامس عشر من رسالة كورنثوس الأولى كل ما يتعلق بهذه الظهورات، وكانت هناك بعض الاختلافات الثانوية التي لا تؤثر على صحة الحدث، فالكل يجمع على أن المسيح قام من الموت وظهر لأتباعه، وعندما نقرأها بعين فاحصة لا نرى فيها تناقضاً .

وإليك ما قالوا به والرد باختصار شديد:

1. من زار قبر المسيح يوم الأحد؟ قالوا إن هناك تناقضاً، فإنجيل متى يذكر: “مريم المجدلية ومريم الأخرى” (متى18: 1)، وإنجيل مرقس يذكر مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة (مر16: 1)، وإنجيل لوقا يذكر: مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن (لو24: 10)، وإنجيل يوحنا يذكر مريم المجدلية فقط (يو20: 1) والحقيقة لست أدري أين التناقض.

لقد جاءت مجموعة من النسوة لزيارة قبر المسيح صباح يوم الأحد، وذكر البشير متى اثنتين منهن، وذكر البشير مرقس ثلاثاً، والبشير يوحنا ذكر واحدة والبشير لوقا ذكر ثلاثاً منهن وأوضح أنهن كن أكثر من ذلك بقوله: “والباقيات معهن” وأعتقد أنه يمكن أن يقال إن هناك تناقضاً لو قال البشير متى إن مريم المجدلية جاءت لزيارة القبر، وقال البشير مرقس إن مريم المجدلية لم تأت. وعدم ذكر أي منهن في أحد الأناجيل لا يعني أنها لم تأت، فالسكوت عن الذكر ليس دليلاً على عدم حدوثه.

2. متى أتت النسوة لزيارة القبر؟ يذكر إنجيل متى: عند الفجر (مت28: 1)، ويذكر البشير لوقا: أول الفجر (لو14: 1)، ويذكر البشير يوحنا: باكراً والظلام باق. ويختلف عنهم البشير مرقس: بعد طلوع الشمس (مر16: 2) والحقيقة أنه لا تناقض. فالنسوة قد خرجن من بيوتهن عند الفجر والظلام باق، ولأن القبر خارج مدينة أورشليم، فقد وصلن إلى القبر وقد طلعت الشمس،

فالأناجيل الثلاثة (متى ولوقا ويوحنا) تذكر وقت خروجهن من بيوتهن، وإنجيل مرقس يذكر الوقت الذي وصلن فيه إلى القبر.
وهناك احتمال آخر، وهو أن النسوة كن مجموعتين إحداهما وصلت مبكراً قبل الأخرى.

3. هل كان القبر مفتوحاً عندما ذهبت النسوة إلى القبر؟ تجمع أناجيل (مرقس16: 4، ولوقا24: 2، و يوحنا 20: 1) على أن القبر كان مفتوحاً، ويقول البشير متى أنه عند وصولهن حدثت زلزلة عظيمة، لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر” (مت28: 2).

والحقيقة أن البشير متى هنا يصف ما حدث قبل مجيئهن، لأن المرأتين لم تشاهدا ذلك، ولم تشاهدا الحراس الذين هربوا وحدوث الزلزلة ودحرجة الحجر (فلاش باك).
وبالتالي فالحجر كان مرفوعاً، والقبر كان مفتوحاً، ولذلك طلب منهما الملاك لا أن تشاهدا المسيح القائم من الموت، بل أن تشاهدا ما يشير إلى أنه قد قام، وهو القبر الفارغ.

4. ملائكة عند القبر: ما هو عددهم والوضع الذي كانوا عليه؟ يقول البشير متى إنه كان ملاكاً جالساً على الحجر (مت28: 2- 8)، ويقول البشير مرقس إنه كان شاباً جالساً على اليمين في داخل القبر (مر16: 5)، ويقول البشير لوقا إنهما رجلان في داخل القبر (لو24: 4) ويقول البشير يوحنا إنهما ملاكان جالسان واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين (يو20: 11) فما هي الحقيقة؟

الحقيقة واضحة لمن يريد أن يعرفها. فنحن نعرف أن الملائكة أرواح غير مرئية، وعندما يرسلها الله إلى البشر لتبليغ أي رسالة فإنها تظهر في صورة بشرية مؤقتة، فعندما يذكر البشيران ومرقس ولوقا أنها شاب أو رجلان فإنهم يصفونها على اعتبار الهيئة البشرية التي ظهرت بها، وعندما يقول متى ويوحنا ملاك أو ملاكان فهو باعتبار حقيقتهما كملائكة. وبذلك ليس هناك أي تناقض.

• أما بخصوص عددهم، فمتى ومرقس يذكران واحداً باعتبار المتكلم، ولكن هذا لا يمنع وجود غيره من الملائكة، لأنهما لم يقولا إنه كان عند القبر ملاك واحد فقط. ولذلك فقد ذكر لوقا ويوحنا ملاكين، ولهذا فلا تناقض.

• أما بخصوص الوضع الذي كانت عليه الملائكة فليس فيه أي شبهة، لأن جلوس ملاك على الحجر لا يمنع من انتقاله إلى موضع آخر داخل القبر. وكل واحد من كتبة الأناجيل وصف وضعها في وقت مختلف. أما البشير يوحنا فيصف الوضع في وقت مختلف تماماً، ويمكن أن نصف الموقف كما يلي: النسوة رأين ملاكاً واحداً جالساً على الحجر (مت28: 2)، ثم دخل هذا الملاك إلى القبر وكان هناك ملاك آخر داخل القبر (مر16: 5)، فجلس أحدهما عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً قبل قيامته.

5. كم مرة ظهر المسيح لأتباعه؟ يدعون أن هناك تناقضاً بين الأناجيل الأربعة في عدد مرات الظهور والأشخاص الذين ظهر لهم المسيح بعد قيامته. ولكن عندما ندرس هذا الموضع لا نرى تناقضاً البتة.
فالمسيح ظهر عديداً من المرات، ذكر منها عشرة ظهورات:

الأول: لمريم المجدلية (يو20: 12- 18، مر16: 9- 20)، والثاني: للمريمات وهن راجعات من عند القبر (مت28: 9- 10)، والثالث: لبطرس (1كو15: 5، لو24: 34) والرابع: لتلميذي عمواس (لو24: 13-15، مر16: 12)، والخامس: للتلاميذ في العلية في مساء أحد القيامة (لو24: 36- 42، يوحنا 20: 19- 25)، والسادس: للتلاميذ في مساء الأحد التالي (يو20: 24- 29) والسابع: لمجموعة من التلاميذ على شاطئ بحيرة طبرية (يو21: 1- 24)، والثامن : للتلاميذ ومعهم أكثر من 500 أخ (1كو15: 6، مت28: 26)، والتاسع: ليعقوب (1كو15: 7) ثم الظهور العاشر والأخير : يوم صعوده إلى السماء (لو24: 5)

والبشير متى ذكر ظهورين، والبشير مرقس ذكر ثلاثة ظهورات، والبشير يوحنا ذكر أربعة ظهورات ولهذا فلا تناقض، فكل منهم ذكر عدداً من الظهورات ولم يذكرها جميعاً. وعندما يقول البشير مرقس– مثلاً- هذا هو الظهور الثالث والأخير في الظهورات التي دونها هو، وليس الظهور الأخير للمسيح.

6. هل يجوز لمس المسيح بعد قيامته؟ عندما ظهر المسيح للمجدلية قال لها: لا تلمسيني (يو20: 17)، وعندما ظهر للمرأتين “تقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له” (مت28: 9). لقد قام المسيح من الموت بجسد ممجد، له خواص الجسد العادي، ولكن له إمكانيات فوق طبيعية، ويجوز لمسه، وعندما قال للمجدلية لا تلمسيني، فالترجمة الحرفية للكلمة هنا “لا تمسكي بي” وهي تشير إلى النهي المستمر أي ليست لا تلمسيني بل كفى عن الإمساك والتعلق بي ولا تضيعي الوقت بل أسرعي وأخبري التلاميذ عن قيامتي من الموت.

7. من أين صعد المسيح إلى السماء؟ يقول البشير لوقا: “من بيت عنيا” (لو24: 50 و51)، وجاء في سفر الأعمال: من جبل الزيتون (أع1: 9- 13)، فهل من تناقض؟ هنا يجب أن نعرف أن كاتب إنجيل لوقا، وسفر أعمال الرسل هو شخص واحد. فكيف يناقض نفسه؟ ويسهل التوفيق بين النصين عندما نعرف أن بيت عنيا تقع على المنحدر الشرقي من جبل الزيتون، والمسيح خرج بتلاميذه إلى بين عنيا ومن هناك أي من على جبل الزيتون صعد إلى السماء.

هذه هي الاعتراضات التي يثيرونها على موضوع ظهورات المسيح، وكما رأينا لا تناقض ولا اختلاف. وهي أمور ثانوية لا تؤثر على صحة الحدث. فالمسيح قام. بالحقيقة قام. وكل عام وأنتم مع المسيح. مأخوذة

لتحميل الكتاب المقدس كاملا  اضغط هنا 👉



author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent