recent
الاخبار

هل شتم المسيح المرأه الكنعانية ودعاها بالكلبة ؟

هل شتم المسيح المرأه الكنعانية ودعاها بالكلبة؟ ( مت 15 : 26 )


النص دا موجود فى انجيل ( متى 15 ومرقس 7 )

فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». مت 15 : 26
في البدايه يجب ان نلاحظ ان السيد المسيح لم يشتمها كإمرأه او لانها امرأه .. بل ان المسيح لم يشتمها من الاساس فهو لم يقل لها انت كلبه .. بل قال لها ( ليس جيد ان يؤخذ ما للبنين و يُعطي للكلاب ) ..

و نحن نستضدم امام هذا التعبير و ذلك لانه غريب علي شخصية يسوع الذي نراه في الاناجيل . فلم نعتاد ان نراه يتحدث مع احد بهذه اللهجه و هو الذي قال عنه الكتاب :
الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ. .. 1 بط 2 : 26
الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، … 1 بط 1 : 8
فلماذا تحدث معها يسوع بهذه الطريقه ؟

اولاً : المرأه الكنعانيه هي من شعب كنعان الذي يسكن حول سوريا في بلاد ما بين النهرين و كان احد الهة هذا الشعب هو الاله ( نبحز = nibhaz ) و هو بهيئة رجل برأس كلب

و هذه بعض المعلومات عنه :

مكتوب انه كان بيعبد في مناطق سوريا و بيروت و طرابلس و دي اماكن سكن اهل بلاد ما بين النهرين اللي منهم شعب كنعان .. و كان في الشعوب دي العبادات قريبه جداً من بعض و الالهه مشتركه
زي مثلاً الاله هدد و ده كان برده بيعبده شعب كنعان و لكن مكتوب عنه انه كان يعبد في سوريا :

فالكنعانيون كانوا يقدسون الكلاب و لهذا اراد الرب ان يلفت نظرها إلي عبادتها الوثنية
ثانياً :ان الرب كان يتحدث معها بعقلية اليهود .. فاليهود كانوا ينظرون إلي الامم علي انهم كلاب مثلما نجد في المقطع التالي من كتاب الزوهار :
الملك يجهز العشاء لابناء بيته , عندما يفعلون مشيئته سيأكلون اللحم مع الملك , و الملك يعطي للكلاب العظام . لكن عندما لا يسمع البنين للملك فإنه يعطي اللحم للكلاب , و العظام للبنين , و حينما يُحقق إسرائيل إرادة الرب سيأكلون مع الملك في مائدته ….. و يعطون العظام للامم .

فأراد المسيح ان يظهر موقف اليهود العدائي تجاه الامم و يُعلن ايمان واحده من الامم و هو اعظم من ايمان اليهود الذي هو من خاصتهم و هو عالم بكل شئ و عارف خفايا القلوب و يعلم جيداً ان للمرأه ثقه عظيمه بقدراته و انها ستظل في إلحاح شديد لاجل ابنتها .. و قد اعلن ايماناه عندما قال لها : ( يَا امْرَأَةُ عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! … مت 15 : 28 ) و هذا التعبير لم يقوله السيد لاي شخص طوال حياته علي الارض .

ثالثاً : استخدم السيد المسيح في الكلمه التي تُرجمت ب ( الكلاب ) الكلمه اليونانيه ( κυνάριον – كوناريون ) و التي تعني بحسب قاموس strong و قاموس thayer كلاب صغيره او كلب اليف و هي تلطيف لكلمة كلاب التي تُعتبر مسبه . و ذلك كان تخفيفاً من السيد المسيح للتعبير الذي كان دارجاً عند اليهود عند الحديث عن الامم .(2)

رابعاً : متي كاتب الانجيل كان يهودي و كتب انجيله لليهود العبرانيين و قصد بدقه انه يظهر هذه القصه بتفاصيلها بهذا الشكل و وضع قبلها رفض المسيح لتعاليم الفريسيين و ده لهدفين :
1 – ان يظهر ان خلاص الله انفتح علي الامم و بكده يعالج مشكلة تهود المسيحيين اللي كانت موجوده في العصر الرسولي .
2- ان يظهر محبة واحده امميه و ثقتها في المسيح في مقابل رفض الكتبه و الفريسيين بتكبر له .

و اخيراً بعض الشروحات من التفاسير المسيحية :

إن كان يبدو هذا مذعجاً و مؤلماً بالنسبة لنا , فعلينا ان نتذكر انه كان مثل مشرط الجراح الذي لم يكن يقصد منه الاذي بل الشفاء . فقد كانت المرأه امميه , و كان اليهود ينظرون إلي الامم ككلاب القمامه التي تطوف في الشوارع من اجل فضلات الطعام .(3)
وليم ماكدونالد
هكذا كان يسوع يعبر عن موقف اليهود الذي يحتقر الامم كي يفسر السبب في ان طلبها لا يتتناسب مع ارساليته الي بيت اسرائيل . و لكن الكلمات المكتوبه لا تعبر عن ملامح وجه يسوع فربما كان يتعامل معها باللغه التي كانت تتوقعها من شخص يهودي حتي يري رد فعلها .(4)

d . t . france
قد كانن اليهود يصفون الامم بانهم ( كلاب ) لتحقيرهم و الإقلال من شأنهم , لكن استخدام يسوع للفظ التصغير لكلمة ( كللاب ) و الطريق الهادئه الرزينه المبتسمه التي نطق بها هذا القول , يغير كثيراً من الموقف …. ففي كل اللغات تستخدم بعض الكلمات ذات المدلول الردئ , لوصف بعض من هم اهل للمحبه , كقولنا انه طفل ( شقي)
و لعلنا نلاحظ ان المرأه و قد لمست القصد الصالح في لهجة يسوع ردت عليه سريعاً بقولها ( نعم يا سيد و الكلاب ايضاً تأكل من الفتات الساقط من مائدة اربابها ) .(5)

وليم باركلي
لذلك لما انتقل يسوع في دعوته إلي تخوم صور و صيدا , و تظاهر بمعاملة الكنعانيه بلهجة اليهود المتعصبين , فإنما كان ذلك منه خطه بارعه لإظهار ( إيمانها العظيم ) و إعطائه مثلاً لبني إسرائيل الجاحدين . و ليس لحصر دعوته في بني قومه .(6)

الارشمندريت يوسف دره الحداد
بعد أن شرح يسوع تصرّفه للتلاميذ، حاول أن يفهم المرأة أيضًا لماذا فعل ما فعل. جعل نفسه على مستواها، وكلّمها لغة بسيطة، لغة الصور. ونحن لا نفهم المقابلة بين الاولاد والكلاب إلا على خلفيّة العهد القديم. اليهود هم الابناء، والوثنيون هم الكلاب. الكلب يكون خارج البيت. أما الابن فيقيم في البيت. وهكذا استعادت هذه العبارة بشكل واضح التعارض الذي ذُكر في القسم الأول بين العالم اليهوديّ والعالم الوثنيّ.

واستعمل النصّ التصغير “الكلاب الصغيرة” (التي تدلّل) فخفّف بعض الشيء من حدّة التعارض، وتعاطف مع الوثنيّين، وهيّأ القارئ للنعمة التي ستنالها هذه الوثنيّة في آخر المطاف. إن التصغير يشدّد على الطابع الذي يعامل “الكلاب الصغار” وكأنهم من البيت. إذا وضعنا هذه الحاشية جانبًا، يبقى جواب يسوع في معنى مسيحيّ متهوّد متشدّد.
لقد عالج متّى مسألة الرسالة إلى الوثنيين منطلقًا من وجهة مسيحيّة متهوّدة. انطلق من حياة كنيسته وما فيها من انغلاق، وأظهر ما فيها من احتقار لاخوتهم الآتين من الامم الوثنيّة. هل يقبل المسيحي بهذا بعد أن عرف أنه ليس يهودي ولا أمميّ، لا عبد ولا حرّ، لا رجل ولا امرأة، بل كلهم واحد في المسيح. أخذ متّى النصّ من مرقس وأعاد تفسيره فقال: رغم امتيازات الشعب المختار، فطريق الخلاص بالايمان مفتوحة للوثنيّين. تحدّث مرقس إلى الوثنيّين في رومة، فبيّن لهم الوضع المميّز للشعب اليهوديّ. يُعطى لهم أولاً خبز البنين. ويعطى ثانيًا إلى الوثنيين. وتحدّث متى إلى يهود متشدّدين دخلوا إلى المسيحيّة، فبيّن أن الايمان لا الشريعة، هو الذي يفتح للمسيحيّين الطريق إلى المسيح.


author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent