recent
الاخبار

اين الكتاب المقدس الأصلي ؟

 هل ما زال الكتاب المقدس الأصلي موجوداً ؟

سؤال يردده كثير من أخواتنا من المسلمين

الاجابه "لا" وأيضاً "نعم" فبالمعنى الحرفي الضيق، كلا، إن الوثائق الأصلية التي تكون الستة والستين سفراً في الكتاب المقدس والتي تسمى أحياناً "المخطوطات الأصلية" – ليست في حيازة أي هيئة. ولكن، في الحقيقة، نعم، يمتلك البشر الكلمات الفعلية والأسفار التي تتكون منها كلمة الله 

 اولا تاريخ مخطوطات العهد الجديد: 

ما مدي القرب الزمني بين النص الأصلي وبين المخطوطات المنقولة عنه؟
فالنص الأصلي كتب كاملا في القرن الأول الميلادي وآخر أسفاره كتب في نهاية القرن الأول
فنحن في صدد فحص ما هي أول النسخ المنقولة ومدي قربها الزمني من تاريخ النص الأصلي؟ 


ولكن قبل ذكر الشواهد لنلقي نظرة سريعة على الكتابات الكلاسيكية القديمة ونقارن نص العهد الجديد معها حتى نعلم الفرق 
يكتب جرينلي في كتابه «مقدمة للنقد النصي للعهد الجديد» عن الفترة الزمنية الفاصلة بين المخطوطة الأصلية للنص وأقدم مخطوطاته المتبقية إلى الآن، قائلاً:
إن أقدم مخطوطات معظم الكلاسيكيات اليونانية يفصل بينها وبين موت مؤلفيها ألف عام أو أكثر اما بالنسبة للمؤلفات اللاتينية فإن هذه الفترة البينية تقل إلى حد ما فتصل إلى ثلاثة قرون على الأقل لكتابات فيرجيل. أما في حالة العهد الجديد فإن اثنتين من أهم المخطوطات كتبتا قبل مرور 300 عام على إتمام كتابة العهد الجديد، بل إن بعض أسفار العهد الجديد وبعض المخطوطات لأجزاء كثيرة منه لا تفصل بينها وبين النسخة الأصلية له سوي قرن واحد. (Greenlee, INTTC, 16)

ويقول أيضاً:
إن كان العلماء يقبلون الكتابات الكلاسيكية القديمة ككتابات موثوق فيها رغم أن أقدم المخطوطات لها كتبت بعد فترة طويلة من النسخ الأصلية، وعدد هذه المخطوطات ضئيل جداً في كثير من الحالات، إذاً، فمن الواضح أن موثوقية نص العهد الجديد أمر لا غبار عليه أيضاً. (Greenlee, INTTC, 16)

مقتبس أيضا من كتاب برهان جديد يتطلب قرار تأليف جوش ماكدويل 
دعونا نضرب مثلا واقعيا لو أن هناك كتاب كتب في سنة 200‪0 م وأول نسخة وصلت إلينا عن النسخة الأصلية للكتاب سنة 300‪0م 

هنا نرى الفاصل الزمني كبير جدا الف سنة بين الأصل وبين أول نسخة منقولة عنه 
هذا بالضبط الحادث في الكتابات الكلاسيكية القديمة فكلما زاد الفاصل الزمني بين الأصل والنسخ المنقولة عنه زاد الشك في مصداقية نقل هذه الكتابات وكما رأينا أن الكتابات الكلاسيكية القديمة يفصل بين أول نسخة متاحة وبين النسخة الأصلية أكثر من ٥٠٠ سنة أو الف سنة ومع ذلك يقبلها العلماء وتنال درجة لا بأس بها من الموثوقية 
أما عن مخطوطات العهد الجديد فهي تقف متفردة في مسألة الفاصل الزمني فيكاد لا يذكر 

كما ذكرنا العهد الجديد كتب كاملا في القرن الأول الميلادي لدينا برديات القرن التاني الميلادي وتحتوي على أجزاء كبيرة من محتوي نص العهد الجديد نذكر منها  البردية p52, p66, p46, p67,

عن أهمية برديات العهد الجديد يقول العالمين 
جيسلر & نيكس 
"إن شاهد البرديات لا يقدر بثمن المؤرخة من القرن الثاني عبر جيل واحد من المخطوطات الأصلية وتحتوي على معظم محتوي العهد الجديد
ويقول عالم النقد النصي دانيال ولاس على برديات القرن الثاني
أكثر من 43 % من مجموع أعداد العهد الجديد، موجودين بالفعل فى مخطوطات ترجع الى مائة عام بعد كتابة الأصول
يقول باريت وكومفورت ان البرديات من بين اهم شواهد النص لاستعادة النص الاصلى للعهد الجديد

ليس المادة المكتوب عليها " ورق البردى " هو اللى جعل لها اهمية ولكن تاريخ كتابتها فالعدد من البرديات ترجع لمنتصف القرن الثانى
لذلك هذة المخطوطات تقدم لنا اقدم شاهد مباشرة من النسخة الاصلية للعهد الجديد
 هذه فقط برديات القرن التاني وأهميتها في دراسة مخطوطات العهد الجديد

ثانيا عهد مخطوطات العهد الجديد:

٥٨٠٠ مخطوطة يوناني تمثل اللغة الأصلية التي كتب بها العهد الجديد فهي تحمل أولوية في دراسة مخطوطات العهد الجديد تعد السطر الأول الذي يرجع إليه علماء النقد النصي. 
وتقريبا ٢٠ الف مخطوطة عبارة ترجمات قديمة
من تراجم لاتيني وسرياني وآرامي وقبطي وحبشي وصعيدي وبحيري وغيره فالمسيحية كانت ولا تزال ديانة تبشيرية فكان حركة الترجمة قوية ظهرت في القرن الثاني الميلادي بدأت أول ترجمة للغة اللاتينية وثم تبعتها التراجم الأخرى 
هذه الوفرة والغزارة في مخطوطات العهد الجديد تجعلنا واثقين في هذا النص ولا نشك في موثوقيته لأن الناقد النصي يقف وقفة احترام لهذا الجبل الهائل من عدد المخطوطات. 

الخلاصة العهد الجديد أكثر قطعة أدبية مدعومة 
بالمخطوطات 

ثالثا كتابات الآباء الأوائل: 

الآباء اقتبسوا من نص العهد الجديد كثيرا جدا بغزارة في عظاتهم وكتبهم وشروحاتهم
وأنواع الاقتباسات كالتالي اقتباس حرفي للنص يقتبس العدد كما هو واقتباس ضمني يذكر مضمون العدد واقتباس تركيبي يذكر أكثر من عدد ويرابط بينهم
وصلت عدد الاقتباسات الآبائية إلى حد المليون اقتباس آبائي نستطيع فقط منها أن نجمع العهد الجديد من كتابات الآباء في حالة تدمير كل  مخطوطات العهد الجديد
يقول بروس ميتزجر: 

في حالة تدمير كل مصادر العهد الجديد ستكون اقتباسات اباء الكنيسة كافية وحدها من أجل إعادة تكوين كل العهد الجديد
ويقول دافيد الان بلاك: 
إذا تم تدمير كل مخطوطات العهد الجديد فإن نص العهد الجديد يمكن إنتاجه من اقتباسات اباء الكنيسة
ودانيال والاس طرح هذه الحجة في مناظرته  الشهيرة مع بارت ايرمان أمام موثوقية العهد الجديد وقال : 
"أنه لم تم تدمير كل المخطوطات سيظل هناك شاهد آخر وهو كتابات الآباء" 
ولم يعترض بارت ايرمان علي هذه النقطة
ومن أهم الآباء الذين شهدوا بكتاباتهم لصحة مخطوطات العهد الجديد ما يلي:
أكلميندس الروماني (95م)، ويصفه أوريجانوس في المجلد الثاني والفصل الثالث من كتابه « المبادئ » بتلميذ الرسل. (Anderson, BWG, 28)
وكتب ترتليان في الفصل 23 من كتاب «ضد الهرطقات » أنه تعين (أي أكليمندس) على يد بطرس.
ويقول عنه أيضاً إيريناوس في المجلد الثالث والفصل الثالث من كتاب « ضد الهرطقات » إن بشارة الرسل كانت لا تزال تدوي في أذنيه وتعاليمهم أمام عينيه.
وهو يقتبس من الأسفار التالية:
متي كورنثوس الأولي
مرقس تيطس
لوقا العبرانيين
أعمال الرسل بطرس الأولي
أغناطيوس (70-110 م) كان أسقفاً لأنطاكية كما استشهد. كان يعرف الرسل جيداً وتحتوي رسائله السبع على اقتباسات من الأسفار التالية:
متي فيليبي
يوحنا كولوسي
أعمال الرسل تسالونيكي الأولي والثانية
رومية تيموثاوس الأولي والثانية
كورنثوس الأولي يعقوب
غلاطية بطرس الأولي
أفسس
بوليكاربوس (70-156 م) وقد استشهد وهو في السادسة والثمانين من عمره. وكان أسقفاً لسميرنا وتلميذاً للرسول يوحنا.
كما اقتبس أيضاً من العهد الجديد كل من برنابا (حوالي 70 م) وهرماس (حوالي 95 م) وتاتيان (حوالي 170 م) وإيريناوس (حوالي 170 م).
أكليمندس الإسكندري (150-212 م) وله 2.400 اقتـباس من جميع أسفار العهد الجديد ما عدا ثلاثة منها.
ترتليان (160-220 م) وكان أحد شيوخ كنيسة قرطاج، واقتباساته من العهد الجديد تزيد عن السبعة آلاف منها 3.800 اقتباس من الأناجيل.
هيبوليتس (170-235 م) اقتــبس أكثــر من 1.300 آية.
چاستن مارتر (133م) وقد قاوم مارسيون الهرطوقي.
أوريجانوس (185-253/254 م)، وقد ألَّف هذا الكاتب الجهير الصوت أكثر من ستة آلاف عمل. ويورد أكثر من ثمانية عشر ألف اقتباس من العهد الجديد. (Geisler, GIB, 353)
كبريان (مات سنة 258م) وكان أسقفاً لقرطاج. وله ما يقرب من 740 اقتباس من العهد القديم و 1.030 اقتباس من العهد الجديد.
وإلى جميع هــؤلاء يـمـكـن أن نضيف أغسطينوس وأمبياس ولتنتياس وفم الذهب وجيروم وغايس الروماني وأثناسيوس وأمبروزيوس أسقـف ميلان وكيرلس الإسكندري وأفرايم السرياني وهيلاريوس أسـقف بواتييـه وغـريغـوريـوس النيـسي وغيـرهم.
    كل هؤلاء كتابتهم تمثل نصا محفوظا للعهد الجديد نستطيع أن نجمع العهد الجديد فقط من كتاباتهم.

رابعا اسماء بعض المخطوطات المهمة : 

مخطوطة جون رايلاند- تعتبر هذه المخطوطة أقدم مخطوطات العهد الجديد (P⁵²)، فهى تعود إلى بداية القرن الثانى الميلادى وبالتحديد سنه 130 م. وقد وجدت فى مصر سنة 1920 وتحتوى على أنجيل يوحنا (الاصحاح 18). أهمية هذه المخطوطة طبعاً بجانب تاريخها المتقدم إلا أنها ساعدت على القضاء على الهجوم الذى كان يوجه إلى إنجيل يوحنا باعتباره أنه كتب فى القرن الثاني او الثالث الميلادي. فعمر المخطوطة ومكان اكتشافها في مصر (مع أن المعروف أن إنجيل يوحنا كتب فى أسيا الصغرى) تعتبر دليل كافى لاثبات ان هذا الأنجيل كُتبَ فى النصف الثانى من القرن الأول الميلادى. وهذه المخطوطة موجودة الآن فى مكتبة مانشستر بانجلترا
 بردية بودمر- وهى مجموعة من البرديات (P66 P72 P74 P75) يعود تاريخ كتابة هذه البردية إلى الفترة بين 150-200 م. وهى تحتوى على معظم إنجيل يوحنا. وهى موجودة الان فى مكتبة بدمر بجنيف. لمزيد من المعلومات عن قصة اكتشاف هذه المخطوطة والاشخاص والاحداث التى ارتبطت بها 
مخطوطة تشستر بيتى- هى مجموعة من البرديات تحتوى على نصوص من العهد الجديد وثلاثة منها احتوت على معظم العهد الجديد (P⁴⁵ , P⁴⁶ , P⁴⁷) وأغلبها موجود فى متحف بيتى بدبلن وجزء منها فى فينا وجامعة متشيجان. مع أن مكان اكتشافها غير أكيد لكن عدد من العلماء يعتقدون بأنها اكتشفت فى مدفن قديم قبطى بالقرب من مدينة الفيوم بمصر.
        تشستر بيتى (P45) جزء من أنجيل لوقا
النسخه الفاتيكانية Codex B (03)(325-350 م.) موجودة فى الفاتيكان من سنة 1481 وقد جاءت من مدينة الاسكندرية بمصر. يعتقد البعض ان النسخة الفاتيكانية والسينائية اثنتين من مجموع 50 نسخة للكتاب المقدس أمر الامبراطور قسطنطين فى القرن الرابع أن تنسخ. لكن علماء العهد الجديد يقولون أن النسخة الفاتيكانية تعتبر أقدم من السينائية كما أنها تعتبر من أفضل النصوص اليونانية من بين كل المخطوطات اليونانية للعهد الجديد. وقد كتبت على جلود الاغنام وبحروف مفرطة كبيرة تسمى uncials وكتبت على 759 صفحه و تعتبر أهم وأثمن النسخ اليونانية للعهد الجديد فهى تحتوى على كل العهد الجديد
صفحة من النسخة الفاتيكانية وهى تحتوى على الجزء الاخير من الرسالة الثانية لتسالونيكى والجزء الأول من رسالة العبرانيين.
            ___________________
النسخة السينائيه א Codex (350 م) موجودة فى المتحف البريطانى وتحوى كل العهد الجديد ما عدا مرقس 16: 9-20، يوحنا 7: 53-8: 11 كما تحتوى على أكثر من نصف العهد القديم. تعتبر مع النسخة الفاتيكانية من أهم المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس. كتبت أيضاً بالحروف الكبيرة المفرطة. تم اكتشافها فى دير جبل سانت كثرين بسيناء سنة 1844 وسلمها الدير هدية لقيصر روسيا ثم اشترتها الحكومة البريطانية من الاتحاد السوفيتى بمائة ألف جنيه سنة 1933.
             ____________________
النسخة الأفرايمية Codex C (04)(400 م) موجودة فى المكتبة العامة بباريس وتحتوى على كل العهد الجديد ما عدا تسالونيكى الثانية ويوحنا الثالثة. أطلق عليها العلماء أسم "باليمبسيسف" من الكلمة اليونانية palimpsēstos وتعنى الكتابة أكثر من مرة على نفس المخطوطة بعد شطب الكتابة الأولى. فقد حأول البعض شطب ما تحتويه المخطوطة واستخدامها فى كتابة شئ أخر لكن العلماء استطاعوا استرجاع الكتابة الأولى والاصلية للمخطوطة. النص اليونانى لهذه المخطوطة يشبه النسخة الفاتيكانية.
            ____________________
النسخة البيزية Codex Bezae D(450) - قدمت هدية لجامعة كامبردج سنة 1581 وتحتوى على الأناجيل الاربعة ( متى، مرقس، لوقا، يوحنا) وسفر الأعمال باللغتين اليونانية واللاتينية.
              _________________
النسخة الكلارومنتية Codex D2(500م) موجودة فى المكتبة القومية بباريس وتحتوى على رسائل بولس الرسول باللغتين اليونانية واللاتينية. أطلق عليها اللاهوتيين الكلفنيين أسم ثيودور بيزا لأن بيزا هو أول من فحصها وكتب ملاحظات بخصوصها.
                  __________________
النسخة الاسكندرانية Codex Alexandrinus A (02)– كتبت فى القرن الخامس الميلادى وتحتوى على كل العهد القديم وكل العهد الجديد فيما عدا أجزاء من إنجيل متى و يوحنا ورسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس. وتعتبر من أكثر المخطوطات التى استخدمها علماء نقد النص وذلك لانها موجودة فى إنجلترا من سنة 1627
             ___________________
فالنتيجة هي : 
العهد الجديد موثوق فيه من ناحية تاريخ المخطوطات ومن ناحية عدد المخطوطات ومن ناحية اقتباسات الآباء  فبلا شك نص العهد الجديد نص مثبت، نص نستطيع أن نثق فيه
            ______________
يقول جون وينهام: 
سمحت ثروة البيانات وجودتها لعلماء العهد الجديد بإعادة بناء الأصول بدقة تصل إلى 99٪. علاوة على ذلك ، فإن معظم الـ 1 في المائة المتبقية من النصوص تمثل فقط تهجئة أو اختلافات أخرى غير مهمة تبلغ أوجه عدم اليقين التي تؤثر على المعنى الفعلي للعبارات حوالي 0.1 بالمائة من الإجمالي ولا يشكك أي من هؤلاء في أي عقيدة أو ممارسة مسيحية رئيسية. لذلك ، يمكننا أن نشعر بالأمان التام في معرفة أن الكتب المقدسة في كتبنا المقدسة اليوم ، لجميع الأغراض العملية ، هي نفسها التي صاغها المؤلفون الأصليون
     _____________
حتي بارت ايرمان يعترف ويقول :
العلماء النصيين تمتعوا بنجاح معقول فى إرساء النص الأصلى للعهد الجديد، بأفضل ما لديهم من قدرات​ 
       _______________
ونختم بقول السير فريدريك كينيون يقول :
يستطيع المسيحي أن يحمل الكتاب المقدس بيده ويقول بدون خوف وتردد بانه يحمل كلمة الله الحقيقية التي تم حفظها من جيل الي جيل دون ان يتم فقدان اي جزء منها
        -----انتهي-----
author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent