recent
الاخبار

من هو القديس بابيس

القديس بابيس
من هو القديس بابيس

القديس بابيس: حياته وتعاليمه وتأثيره على الكنيسة الأولى

القديس بابيس هو واحد من الشخصيات المسيحية البارزة في القرن الثاني الميلادي. اشتهر بدوره كمفسر للأسفار المقدسة وكمصدر هام للمعلومات التاريخية عن المسيحية الأولى. في هذه المقالة، نستعرض حياته، تعاليمه، ودوره في نقل التعاليم الرسولية إلى الكنيسة المبكرة .

1. حياة القديس بابيس: من هو؟

ولد القديس بابيس في القرن الثاني الميلادي في منطقة آسيا الصغرى، وكان أسقفًا لمدينة هيرابوليس فى فريجيا ( تركيا ). وكان تلميذًا مباشرًا للقديس يوحنا الرسول أو أحد تلاميذه، مما يجعله حلقة وصل بين الرسل وجيل الكنيسة المبكرة . وقد اكدا القديس ايريناوس على ان القديس بابيس كان معاصرا للقديس بوليكاربوس اسقف سميرنا تلميذ يوحنا وذكر هذا فى كتابه الشهير ضد الهرطقات ( 5 / 33 )

أ) تعليمه وثقافته

كان القديس بابيس يتمتع بثقافة واسعة، إذ كان متقنًا للغة اليونانية التي كانت لغة العالم المتحضر آنذاك. اهتم بشكل خاص بدراسة الكتاب المقدس، واستفاد من شهادات من عاشوا مع المسيح أو سمعوا تعاليمه مباشرة.

ب) علاقاته مع الآباء الأولين

كان القديس بابيس معاصرًا لشخصيات مثل القديس بوليكاربوس، ما يعكس مكانته المرموقة في الكنيسة الأولى. ذكره المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري كواحد من أهم شخصيات تلك الفترة.

2. كتابات القديس بابيس

اشتهر القديس بابيس بكتاباته التي تناولت التقاليد الرسولية وتفسير الكتاب المقدس.

أ) كتاب "تفسير أقوال الرب"

أهم أعماله هو كتاب "تفسير أقوال الرب"، الذي لم يصلنا سوى في اقتباسات مأخوذة عنه في كتابات آباء الكنيسة. في هذا العمل، ركز بابيس على شرح أقوال وتعاليم السيد المسيح كما نقلها التلاميذ والرسل.

ب) أهمية كتاباته

تُعد كتابات بابيس من أهم المصادر التي قدمت نظرة ثاقبة حول المسيحية الأولى، حيث اهتم بتوثيق تعاليم الكنيسة الشفوية قبل تدوين الكتاب المقدس بالكامل. كما أنه تناول موضوعات مثل نشأة الأناجيل، خاصة إنجيل متى وإنجيل مرقس.

3. تعاليمه اللاهوتية

كان للقديس بابيس فهم لاهوتي مميز، إذ اهتم بتوضيح بعض المفاهيم اللاهوتية التي أثرت في الفكر المسيحي عبر القرون.

أ) تعاليمه حول الملكوت

اشتهر بتفسيراته المميزة حول الملكوت الألفي، حيث اعتقد بعودة المسيح لتأسيس ملكوت أرضي يستمر ألف سنة. كان هذا التفسير موضع جدل بين اللاهوتيين، لكنه يعكس عمق اهتمامه بالمستقبل الروحي .

ب) التقليد الرسولي

ركز بابيس على أهمية التقليد الشفوي، إذ رأى أن الشهادة الحية للتلاميذ والرسل هي أساس الإيمان المسيحي. كان يؤمن بأن التقليد الشفوي لا يقل أهمية عن النصوص المكتوبة.

4. أثره على الكنيسة الأولى

ترك القديس بابيس تأثيرًا كبيرًا على الكنيسة الأولى، خاصة في قضايا تفسير الكتاب المقدس ونقل التقاليد الرسولية.

أ) علاقته بالآباء الرسوليين

كان لكتابات وتعاليم بابيس صدى كبير بين الآباء الرسوليين مثل القديس إيرينيؤس، الذين استندوا إلى شهاداته في الدفاع عن الإيمان ضد البدع.

ب) نقل التقاليد الشفوية

ساهم بابيس في ربط الكنيسة الأولى بجذورها الرسولية من خلال شهاداته التي حفظت تعاليم الرسل.

5. القديس بابيس في التراث الكنسي

رغم فقدان معظم كتاباته، إلا أن القديس بابيس يبقى شخصية بارزة في التراث الكنسي.

أ) ذكره في كتابات يوسابيوس

استشهد يوسابيوس القيصري بالعديد من أقوال بابيس، مما ساعد في الحفاظ على إرثه الفكري. ومع ذلك، انتقد يوسابيوس بعض أفكاره، خاصة تلك المتعلقة بالملكوت الألفي.

ب) أثره على اللاهوت المسيحي

كان لفكر بابيس تأثير كبير على اللاهوت المسيحي، حيث ساهم في تطوير المفاهيم اللاهوتية المتعلقة بالوحي، التقليد، ونهاية الزمان.

6. دروسه المستفادة في العصر الحديث

لا تزال شخصية القديس بابيس تقدم دروسًا هامة للمسيحيين اليوم.

أ) أهمية التقاليد

يشدد إرث بابيس على أهمية المحافظة على التقاليد الرسولية، سواء كانت مكتوبة أو شفوية.

ب) التعلم من الآباء الأولين

يوضح لنا القديس بابيس أهمية العودة إلى جذور الكنيسة لفهم الإيمان المسيحي بصورة أعمق.

الخاتمة

يعد القديس بابيس من الشخصيات التي لعبت دورًا حاسمًا في نقل التعاليم المسيحية الأولى وتفسير الكتاب المقدس. من خلال كتاباته وتعاليمه، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل كيف كانت الكنيسة في القرن الثاني الميلادي وكيف تطورت عبر العصور. إرثه لا يزال حاضرًا كمرجع هام في دراسة تاريخ الكنيسة الأولى .







author-img
موقع الفكر المسيحى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent