الـــــــــــــــــــــثـــالـــــــــــــــوث . في الـعـــــــــهـد الــــــقـديــــــــــم ...
لقد جاء إعلان الله في كلمته المقدسة إعلاناً متدرجاً، سواء من جهة طبيعته وكينونته عز وجل أو من جهة مقاصده وأهدافه النهائية، فلم يُفصح الله عما أراد أن يعلنه للبشر دفعة واحدة، بل أعلن عن نفسه وعن مقاصده شيئاً فشيئاً بطول العهد القديم إلي أن وصل الأعلان الألهي إلي ذروته في العهد الجديد بالتزامن مع أعلان الله الكامل عن نفسه في شخص ابنه.![]() |
الثالوث فى العهد القديم |
وبالرغم أن أعلان الله الكامل عن نفسه بأعتباره الأب والأبن والروح القدس لم يُفصح عنه بشكل واضح ومحدد إلا في العهد الجديد إلا أن طبيعة الله وذاته الألهية الواحدة والتي تتعين في ثلاثة شخصيات متمايزة تفرض نفسها علي كل صفحات الوحي المقدس في العهد القديم، بحيث أن من يقرأ العهد القديم لابد وأن يعترف أن الأله الواحد الذي يعلنه العهد القديم تنطوي وحدانيته هذه علي تعددية ثلاثية. وفي السطور القليلة الأتية سأضع أمام القاريء بعض الأقتباسات والمشاهد من العهد القديم التي تتضح فيها التعددية الثلاثية في الأله الواحد.
أولاً : افتتاحية العهد القديم
ثانياً : في الأية الأولي من التكوين
"في البدء خلق الله السماوات والأرض." (تك 1: 1). نجد الفعل "خلق" بالمفرد، في حين يأتي لفظ الجلالة "الله" في العبري بصيغة الجمع "إيلوهيم" ، ويجب أن نستبعد فكرة أن الجمع هنا للتعظيم ليس فقط لأن اللغة العبرية لا يوجد بها فكرة الجمع للتعظيم، ولكن أيضاً لأن العهد القديم كثيراً ما أستخدم أيضاً صيغة المفرد "إيل" للأشارة إلي لفظ الجلالة مثل "وكان كاهنا لله (إيل) العلي." (تك 14: 18). فهل النص يعظم الله في أجزاء وأجزاء أخري لا ؟ . إن الحقيقة الواضحة هي أن النص في العهد القديم يستخدم لفظ الجمع "إيلوهيم" للأشارة إلي ثالوث الله، كما يستخدم لفظ المفرد "إيل" للأشارة إلي وحدانية الله.
ثالثاً : "وقال يهوه إيلوهيم : «هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر»." (تك 3: 22).
هنا بعد سقوط الأنسان في الخطية يدور الحوار بين شخصيات الذات الإلهية علي أعتبار أن هذه الذات الواحدة تُعبر عن نفسها بأكثر من شخص (كواحد منا).
رابعاً : مرة أخري يتكلم النص في الاصحاح الأول من التكوين عن الله مستخدماً الأفعال في صيغة الجمع والمفرد بالتبادل في أياتين متتاليتين بشكل يلفت أنتباه ابسط قاريء لفكرة التعدد في الذات الألهية فيقول :
"وقال الله: «نعمل (بالجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا»." (تك 1: 26).
"فخلق (بالمفرد) إيلوهيم (بالجمع) الإنسان على صورته" (تك 1: 27).
خامساً : مرة أخري نتقابل مع أستخدام الأفعال في صيغة الجمع والمفرد بالتبادل بالأرتباط بالله في أياتين متتاليتين :
"هلم ننزل ونبلبل (بالجمع) هناك لسانهم»." (تك 11: 7).
"فبددهم (بالمفرد) يهوه من هناك على وجه كل الأرض" (تك 11: 8 ).
سادساً : "ثم سمعت صوت السيد قائلا: «من أُرسل؟ (بالمفرد) ومن يذهب من أجلنا؟ (بالجمع)» فقلت: «هأنذا أرسلني»." (إشعياء 6: 8 )
مرة خامسة نتقابل مع أستخدام الأفعال في صيغة الجمع والمفرد بالتبادل بالأرتباط بالله والأكثر من ذلك أن يوحنا يعتبر أن اشعياء في هذا المشهد قد رأي المسيح حيث يقول : " لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا (بالمسيح). لأن إشعياء قال أيضا: «قد أعمى عيونهم، وأغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم». قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه. (يقصد مجد المسيح)" (يوحنا 12 : 39 – 41)
سابعاً : "لأن ازواجكِ صانعوكِ (بالجمع) ، يهوه رب الجنود اسمه" (إش 54: 5).
"ليفرح إسرائيل بصانعيه (بالجمع). ليبتهج بنو صهيون بملكهم." (مز 149: 2).
مرة أخري الجمع والمفرد بالتبادل بالأرتباط بيهوه، ألا يلفت كل ذلك أنتباه القاريء اليهودي من جهة التعددية في يهوه الواحد ؟!!
ثامناً : "من صعد إلى السماوات ونزل؟ من جمع الريح في حفنتيه؟ من صر المياه في ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت؟" (أم 30: 4).
هنا يتكلم النص بوضوح عن الله وعن ابن الله حيث يستعرض قدرة الله من خلال أربعة اسئلة الأجابة المنطقية لكل منها هي "الله" ثم يتسائل ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت؟!!!
تاسعاً : "تقدموا إليَّ. اسمعوا هذا: لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك» والآن السيد الرب أرسلني وروحه." (إشعياء 48: 16)
هنا نجد شخص يتكلم إلي بني اسرائيل بالنبوة ويخبرهم بأنه كان يتكلم معهم من البداية بوضوح، كما أنه موجود منذ وجود "السيد الرب" أي منذ الأزل، ثم يُنبأهم عن مجيئه متجسداً ويقول بأنه في ذلك سيكون مُرسلاً من "السيد الرب" ومن "روح السيد الرب" ، وهنا نجد تمايز واضح بين ثلاثة أشخاص فاعلين هم : المتكلم أو بالأحري الكلمة (المسيح أو الأبن) و"السيد الرب" و"روح السيد الرب".
عاشراً : نتقابل كثيراً بطول العهد القديم مع شخص يُسمي "ملاك الرب" أو "مُرسل يهوه" وهو متمايز عن يهوه لأنه مُرسل منه كما أن الناس تستطيع أن تراه وتعيش (قضاة 6: 12) بعكس يهوه في ذاته حيث لا يستطيع الأنسان أن يراه ويعيش (خروج 33: 20) إلا أننا وبالرغم من هذا التمايز بين "يهوه" و"مُرسل يهوه" فإننا نجد "مُرسل يهوه" يتكلم بأعتباره "يهوه" فيعد هاجر بأن يُكثر نسلها (تكوين 16: 10) ويتكلم لبني اسرائيل بأعتبار أنه هو الذي أخرجهم من مصر (قضاة 2: 1) ويُقسم بذاته لأبراهيم بأعتباره يهوه (تكوين 22 : 15 ، 16) وظهر لموسي في العليقة وكلمه بأعتباره إله الأباء (خروج 3 : 2) وعندما ظهر لمنوح وأمرأته فقد فهم منوح هذا أن "مُرسل يهوه" هو عينه "يهوه" (قضاة 13 : 21 ، 22). إذاً هناك شخص متمايز عن يهوه فهو مُرسل منه ولكنه في ذات الوقت هو عينه "يهوه".
الحادي عشر : "فقال يهوه: «لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد»." (تك 6: 3)."وابتدأ روح يهوه يحركه في محلة دان بين صرعة وأشتأول." (قض 13: 25). "فكان عليه روح يهوه، وقضى لإسرائيل" (قضاة 3: 10) "ولبس روح يهوه جدعون .." (قضاة 6: 34) "روح يهوه تكلم بي وكلمته على لساني." (2 صموئيل 23: 2) "ويكون إذا انطلقت من عندك، أن روح يهوه يحملك إلى حيث لا أعلم" (1 ملوك 18: 12) "ولبس روح إيلوهيم زكريا بن يهوياداع الكاهن ...»." (2 أخبار 24: 20).
كل هذه الأيات تعطينا فكرة عن تمايز شخصية روح يهوه أو روح إيلوهيم وفاعلية عمله.
![]() |
عقيدة الثالوث فى العهد القديم |
الثاني عشر : "«الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله، منذ القدم. منذ الأزل مسحت، منذ البدء، منذ أوائل الأرض. إذ لم يكن غمر أبدئت. إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه. من قبل أن تقررت الجبال، قبل التلال أبدئت. إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البراري ولا أول أعفار المسكونة. لما ثبت السماوات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر. لما أثبت السحب من فوق. لما تشددت ينابيع الغمر. لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه، لما رسم أسس الأرض، كنت عنده صانعا، وكنت كل يوم لذته، فرحة دائما قدامه. فرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم." (امثال 8 : 22 – 31)
يتكلم الأصحاح الثامن من الأمثال بلسان شخص بأعتباره الحكمة المتجسد وفي هذه الأعداد يتكلم عن نفسه أنه منذ الأزل قد مُسح من يهوه فهو المسيح منذ الأزل، كما أنه كان موجوداً قبل الخليقة وعندما خلق الله الخليقة كان هو فاعلاً في ذلك الخلق فهو كلمة الله التي أوجدت وهو حكمة الله التي أتقنت. كما يتكلم أنه كان في شركة أزلية مع يهوه فقد كان لذة يهوه وكان مصدر فرح يهوه. إن هذا الجزء يتكلم بوضوح عن يهوه وعن مسيحه أو بلغة إعلان العهد الجديد عن الأب وعن أبن محبته (كولوسي 1 : 13).
الثالث عشر : "كرسيك يا إيلوهيم إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك إيلوهيم إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك." (مزمور 45 : 6 ، 7)
هنا نجد إيلوهيم يمسح إيلوهيم، فهنا إيلوهيم ومسيحه، في حين أن مسيح إيلوهيم هو عينه إيلوهيم !!! ألم تكن هذه الأية لتستوقف القاريء اليهودي لطبيعة إيلوهيم المتعددة !!
الرابع عشر : "قال يهوه لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك»." (مزامير 110: 1)
هنا داود الذي كان في ذلك الوقت الرجل الأول سياسياً علي العالم يقول أن يهوه خاطب ربه (أي رب داود)، فإذا كان داود هو الرجل الأعلي سياسياً فمن سيكون ربه غير يهوه ؟!! فيكون بذلك معني الأية "يهوه قال ليهوه" وهذه هي المعضلة التي واجه بها المسيح الفريسيين في متي 22 : 42 "فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة." (مت 22: 46). لأن معني ذلك أن يهوه له طبيعة تعددية وأن المسيا رب داود هو عينه يهوه.
الخامس عشر : " «كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض." (دانيال 7 : 13 ، 14)
هنا نجد إنساناً تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة !! وعندما يملك فإن ملكوته لن يزول ولن ينقرض !!! عفواً، هل يختلف ذلك عما نقوله نحن المسيحيون عن المسيح ؟!! أليس هذا هو عين ما نقوله، أن المسيح هو الله الواجب العبادة وفي ذات الوقت هو الأنسان الكامل ؟
السادس عشر : "فإنك أنت أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم، وإن لم يدرنا إسرائيل. أنت يا رب أبونا، ولينا منذ الأبد اسمك." (إش 63: 16).
هنا يتكلم العهد القديم عن الله بأعتباره الأب. وإن كان ليس بنفس المفهوم المحدد الذي أعلنه العهد الجديد.
السابع عشر : "أليس أب واحد لكلنا؟ أليس إله واحد خلقنا؟ فلم نغدر الرجل بأخيه لتدنيس عهد آبائنا؟" (ملا 2: 10).
مرة أخري يتكلم العهد القديم عن الله بأعتباره الأب.
الثامن عشر : " اعبدوا الرب بخوف، واهتفوا برعدة. قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق. لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه." (مزمور 2 : 11 ، 12)
هنا الكلام بوضوح عن الله بأعتباره أقنوم الأبن الواجب العبادة والذي إذا غضب لن يقف أحد في طريقه، ولكن الأكثر من ذلك أن الكتاب يُطوّب "جميع المتكلين عليه" ، فهل تطوب كلمة الله الذين يتوكلون علي غير الله ؟!! ، حاشا ولكن الحقيقة أن الأبن هو الله.
التاسع عشر : "إني أخبر من جهة قضاء الرب: قال لي: «أنت ابني، أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك، وأقاصي الأرض ملكا لك." (مز 2: 7 ، 8 ).
هنا الله الأب يخاطب الله الأبن، فلا يُمكن أن يكون الكلام هنا موجه لداود، فداود لم يرث الأمم ولم يملك علي أقاصي الأرض، وهذا ما فهمه الرسول بطرس عندما قال "إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم، إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضا في المزمور الثاني: أنت ابني أنا اليوم ولدتك." (أعمال 13: 33) وأيضاً الرسول بولس عندما قال "كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: «أنت ابني أنا اليوم ولدتك»." (عبرانيين 5: 5)
العشرون : " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبو الأبدية، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد. (اشعياء 9 : 6 ، 7)
هنا الكلام بوضوح عن شخص الأبن متجسداً وفي نفس الوقت هو الأله القدير وأبو الأبدية، ولا يُمكن أن يكون الكلام عن أبناء اشعياء لأنه ببساطة لم يحدث أن ملك أحدهم علي اسرائيل كما أنه هنا يتكلم عن مملكة الأبن ستستمر إلي الأبد.
الحادي والعشرون : "«هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي. ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي، قال رب الجنود» ومن يحتمل يوم مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ لأنه مثل نار الممحص، ومثل أشنان القصار. فيجلس ممحصا ومنقيا للفضة .......... «وأقترب إليكم للحكم، وأكون شاهدا سريعا على السحرة وعلى الفاسقين وعلى الحالفين زورا وعلى السالبين أجرة الأجير: الأرملة واليتيم، ومن يصد الغريب ولا يخشاني، قال رب الجنود. لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا." (ملاخي 3 : 1 – 6)
هنا نجد شخصين متمايزين هما "يهوه" و "مرسل عهد يهوه" ولكن الكلام علي لسان يهوه وبينما يوضح أنه سيأتي وسيُرسل من يُهيء الطريق أمامه، يستكمل الكلام علي أعتبار أن من سيأتي هو "مرسل عهد يهوه" ، وعندما يستعرض ما سيفعله في اسرائيل عندما يأتي، فإنه يبدأ الكلام علي أعتبار أن "مرسل عهد يهوه" هو من سيفعل ذلك ولكنه يختم الكلام بأنه هو يهوه الذي سيفعل ذلك !! إذاً "يهوه" و "مرسل عهد يهوه" هما شخصين متمايزين ولكن في نفس الوقت هما واحد.
الثاني والعشرون : في مطلع اشعياء 61 يقول المتكلم "روح الرب يهوه عليَّ، لأن يهوه مسحني لأبشر المساكين" وهنا المتكلم يميز بين "يهوه" و"روح يهوه" ، كما نجد أن المتكلم ممسوح من يهوه فهو "مسيح يهوه" وبذلك فهو متميز عن "يهوه" ولكن المتكلم في العدد الثامن يقول " لأني أنا يهوه محب العدل" !! إذاً هناك تمايز بين "يهوه" و "روح يهوه" و "مسيح يهوه" الذي هو في نفس الوقت "يهوه".
الثالث والعشرون : " إحسانات يهوه أذكر، تسابيح يهوه، حسب كل ما كافأنا به يهوه .... فصار لهم (يهوه) مخلصاً في كل ضيقهم تضايق، ومُرسل حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة. ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه" (اشعياء 63 : 7 - 10)
وهنا أيضاً نجد شخصيات اللاهوت الثلاثة حاضرة فهناك "يهوه" الذي خلصهم و"مرسل يهوه" الذي خلصهم أيضاً حيث أن "يهوه" هو عينه "مُرسل يهوه" مع تمايز شخصياتهما، ولكنهم أحزنوا "روح يهوه".
الرابع والعشرون : "وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بيهوه إلههم»." (هو 1: 7).
هنا المتكلم هو الذي سيخلص بيت يهوذا ولكنه سيخلصهم بواسطة يهوه إلههم !!! فهل يستطيع شخص أن يستخدم يهوه ؟!! أم أن المتكلم هو أيضاً يهوه ؟
كل ما سبق هو قبس من فيض تنبض به صفحات الوحي المقدس في العهد القديم معلنة الطبيعة التعددية الثلاثية للذات الألهية الواحدة، فظهور صور للثالوث في العبادات الوثنية لا يعني أبداً أن المسيحية أقتبست الفكرة من الوثنية، ولكن الحقيقة أن الثالوث مُعلن في العهد القديم قبل الجديد، والشيطان الذي يدرس كلمة الله بجد وأجتهاد أكثر من كثير من البشر، قاد الأشرار لتقليد الفكرة المعلنة في العهد القديم ليشوه الحقيقة ويخلط الأوراق. "ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح." (1 كورنثوس 15: 57)